يوسف عوض العازمي يكتب: حنفية ثلاث أرباع!
” عندما يكون القرار الاصلي خاطئا فلن تكون القرارات الفرعية النابعه منه صحيحه ”
( غازي عبد الرحمن القصيبي )
قبل يومين حصل خلل في إحدى حنفيات البيت ( صنبور الماء ) + ( البيت جديد ) ، و لما جاء الفني المختص و بعد الفحص قال بأن الحنفية مصدر الخلل هي بالأساس أقل من القياس المطلوب ، فهي قياس نصف و المطلوب ثلاث ارباع ، و اكمل كلامة بأنه يعتقد بأن الفني القائم على مسئولية تنفيذها أما انه إستعجل أو أنه تعمد الخلل ، و هذه أمور تحدث أحيانا” في المقرات حديثة السكن كمسكن او مقر قطاع خاص أو عام ، و الحمد لله ان الخلل في صنبور ماء عادي و ليس خللا” مؤثرا” ..
لذا كثيرا” مايتريث صاحب القرار العاقل للإنتقال إلى مقر جديد سواء سكن أو عمل حتى يتأكد من المعطيات الأساسية الممكنة للإنتقال ، لأن أي إستعجال بلا معرفة و معلومات صحيحة و تأكد وثيق من سلامة القرار قد يعتبر إحدى أثنين : إنعدام مسئولية و تهور أو لوجود مصلحة معينة عادة لاتكون عامة !
للقرار أسلوب و وضع و خطة و قبل ذلك فكر إداري ، لايعقل ان ينتقل صرح كبير من مكان إلى مكان بلا دراسة واعية بأسوء الإحتمالات قبل أفضلها ، لأن في حال الفشل لأي سبب ستكون الكلفة مضاعفة ، و لن ينفع وقتها النحيب و العويل !
صفة العقلانية مفترضة في أي صاحب قرار ، و يفترض أيضا” أن يكون متجردا” من مصالحة الخاصة و الشخصية ، فالتاريخ يسجل ولايرحم ، و يسجل أوجه الفشل قبل النجاح ، لذا فدخول التاريخ ليس نزهة ، سيما في حدث كبير كالإنتقال إلى سكن أو مقر عمل !
من طبيعة الأمور خاصة في مجتمعاتنا وجود المجاملة ، حيث ينبري شخص أو مجموعة ( أيا” كان موقعهم و صفاتهم ) للدفاع عن قرار فاشل بحجج واهية ، و تبريرات غير مقنعة ، و نسوا أن صديقك من صدقك لا من صدقك !
عموما” الايام سائرة ، وسيعبر الزمن و يكمل دورته ، و يسجل الزمن ماللقرار و ماعليه ، و كل مقر جديد يتبين فيه و متذ البداية صلاحية و صحة قرار الإنتقال إليه أم عدم صواب الإنتقال ، و هذا يجعل المسئولية مضاعفة على عاتق صاحب قرار الإنتقال ، و النتيجة تأتي من خلال عدة مؤشرات مثل سهولة الوصول للمقر ، الدخول و الخروج السلس ، وجود متطلبات الأدوات الرئيسية للسكن ، لا أن يأتي المقاول ليضع قياس نصف بينما المطلوب ثلاث أرباع ، و هذا غيض من فيض !
يوسف عوض العازمي
alzmi1969@