كتاب أكاديميا

أ. عبير ثنيان العرادة تكتب: الدورات التدريبية.. صقل لمهارات الموظف أم مضيعة للوقت؟

الموضوع والمحتوى

راجت سوق الدورات التدريبية وزاد عليها الإقبال وتعددت المعروضات، فهذا يقدم دورة في الثراء المالي وذلك يطرح دورة في أفضل أساليب الإقناع والفوز بالصفقات، وآخر يعرض دورة في صناعة العطور…إلخ . وأضحت مراكز التدريب تبدع في اختيار عناوين جذابة لدوراتها التدريبية فتختار عناوين تتضمن وعودًا مغرية للمشتركين في الدورة. عناوين مثل ( اربح المليون الأول ) أو ( مهارة الإلقاء والتحدث أمام الجمهور ) وغيرها تجذب المشترك الراغب في اكتساب ما يراه في الإعلان ولكن المفاجأة أن المحتوى قد يكون مغايرًا أو أقل من المأمول. مع هذا النمو صار بعضهم كبائع الحكم ، يبيع كلاما جميلا ينتهي مفعوله بانتهاء الدورة فيخرج وقد قبض الثمن ويخرج المتدربون حيارى. ليس المال وحده ما يضيع ولكن الوقت كذلك، فحينما تفوز بدورة مجانية من جهة العمل مثلا أو بأية طريقة فقد تحضر دورة لساعات أو أيام لتكتشف في النهاية أنها أقل من المتوقع، وأن عنوانها كان مغايرًا لمحتواها.

وحتى لا تكون الدورات التدريبية ضياع وقت ومال، نحاول في هذه المقالة مناقشة بعض النقاط التي تساعد في اختيار الدورة التدريبية المناسبة.

من المدرب؟

من خلال تجاربنا كمدربين لاحظنا أن موضوع الدورات التدريبية ومحتوياتها قد تكون مميزة ولكن المشكلة في المدرب نفسه وخاصة إذا كانت الدورة مجانية أو بسعر رمزي والاسم مغمور ، توجس من هذه المؤشرات٬ فقد تكون حضرت دورات كهذه ثم اكتشفت أن الملقي يتدرب على الحضور، ومن هذه الأسماء من سطع نجمه الآن في هذا المجال! لذلك قم بالسؤال عن الملقي ثم استشارة من سبق له حضور دوراته، ومع توفر شبكات التواصل الاجتماعي صار يسيرًا أن تتابع طرح المدرب وأسلوبه سواء من تغريداته أو مواده المنشورة في اليوتيوب.

المشاركون مؤثرون أيضًا

قد يتميز المدرب ويروق لك الموضوع وترى المحتوى مفيدًا، لكن لا يعني ذلك أن الدورة تستحق عناء الاشتراك والحضور، قد تتساءل لماذا؟ فأخبرك بأني حضرت دورات كان ينبغي أن أستفيد منها ولكن المدرب يضطر لقضاء وقته في أساسيات معروفة لأجل أن معظم الحضور ليس لديهم أي خبرة في الموضوع. فمثلا حضرت دورة في Office 365 و كان يحضرها من لا يعرف أساسيات برنامج معالج النصوص وكيفية استخدام البريد الإلكتروني فاحتاجت المدربة وقتًا لتشرح لهم أمورًا شعر الكثير بالملل خلال توضيحها! فلذلك أنصحك بالاستفسار عن فئة المشاركين وأعمارهم وخلفياتهم الثقافية إن أمكن ثم تضع ذلك في الحسبان، ولا تنس أنه من حقك فعل ذلك مقابل ما تدفعه من مال.

لا بالطويلة ولا القصيرة

سمعت نصيحة تقول: ” لا تتكلف حضور  دورة تدريبية تقل عن خمس ساعات إلا إن كانت ضمن سلسلة دورات قصيرة في مجال واحد أو أنك تملك فراغًا لا تستطيع ملأه!” إن دورات الساعة والساعتين تُحسب خبرة للمدرب وليس المتدرب. ومقابل ذلك ضع في الحسبان موضوع الدورة ومحتواها ثم اسأل نفسك عن مدى ملاءمة الوقت المخصص لتحقيق أهداف الدورة ووعودها، فبعض المواضيع لا تستحق أكثر من خمس ساعات خاصة إن خلت الدورات التدريبية من تطبيقات عملية.

الواقعية مطلب

حين تتحول الدورة إلى استعراض المدرب بطلاقته في الكلام واستجلاب المثاليات وقصص الناجحين دون ربط لذلك بواقع المتدربين وتجاربهم الشخصية فقد تكون مثل هذه الدورات التدريبية ضياع وقت. الدورات المثالية هي تلك التي يستطيع فيها المدرب تغيير قناعة المتدربين وإشراكهم بفاعلية في محاور الدورة ثم تطبيقهم للتمارين ذات العلاقة، وبعدها يعود الأمر على اجتهاد كل فرد في تحقيق هدفه من الدورة. أما إذا كانت المعطيات كالعنوان والأهداف والمحتوى توحي بمثاليات بعيدة عن الواقع فأنصحك بالابتعاد عن هذه الدورات واستغلال مالك ووقتك فيما ينفع.

خذها مجانًا وقتما تشاء!

قبل الاشتراك في الدورة التي أعجبك عنوانها وملقيها دعني أخبرك بأني بحثت مرة عن اسم المدرب فوجدت له سلسلة مقاطع في اليوتيوب حول موضوع الدورة نفسه فأعجبني طرحه، ولكني تفاجأت حينما حضرت دورته بأنه أعاد المحاور والنقاشات بل وحتى الأمثلة نفسها مع إضافات يسيرة لا تذكر، فلم أكسب من الدورة إلا الفطاير والعصيرات وقت الاستراحة! فإذا كان محتوى الدورات التدريبية التي أعجبتك متاحًا كله أو أغلبه عبر الشبكة فلا داعي لعناء الحضور واكسبها مجانا في الوقت الذي يناسبك.

* مقدم من : أ/ عبير ثنيان العرادة – مدرب أ – المعهد العالي للخدمات الإدارية – بنات

المصدر:Self-development Workshop

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock