كيف نساعد أبنائنا على التعلم عن بعد في ظل جائحة كورونا ؟ بقلم: د. موفق المومني
أكاديميا|
بعد أن أصبح التعلم عن بعد ( Distance Learning ) هو الوسيلة الوحيدة للتعلم في ظل جائحة كورونا فلا بد من أن يكون للأسرة دوراً أساسيا في تحفيز الابناء وتشجيعهم على الدراسة من المنزل . وبما أن تجربة التعلم عن بعد من التجارب الحديثة لكثير من الأسر والأمهات والتي يشكل فيها إقناع الابناء وتشجيعهم لمواصلة دراستهم بنجاح أمراً في غاية الأهمية. هناك بعض الأرشادات التي قد تساعد الطالب والأسرة في مختلف المراحل العمرية للتعلم عن بعد ومن أهمها :
تنظيم الوقت : وتجد بعض الأسر صعوبة في تنظيم وقت الطالب وخلق نوع من التوازن بين أوقات الدراسة وأوقات اللعب وهنا يأتي دور الأسرة في متابعة جدول الطالب اليومي وتنظيم المهام التي عليه القيام بها من واجبات مدرسية وحضور الحصص الالكترونية يومياً , ولا بد هنا من وضع جدول زمني للطالب كونه معتاد على الاستيقاظ باكراً , وتشجيعة والحديث معه بواقعية عن التعلم عن بعد في ظل غياب الحصة التقليدية التي اعتاد عليها .
ومن ابرز مهام الأسرة هنا توفير بيئة مناسبة للتعلم عن بعد في المنزل وإشراك الطالب في تنظيم واختيار هذه البئية , ويجب ان تراعي الأسرة أن يكون مكان التعلم عن بعد بعيداً عن المشتتات التي قد تلهي الطالب عن التركيز في متابعه دروسه الالكترونية مثل البعد عن التلفاز والالعاب والاحاديث الجانبية . ويجب ايضاً تنمية مهارات الطالب بشكل دوري على التعامل مع التقنيات الحديثة المستخدمة في عملية التعلم عن بعد والتدرب على مهارات جديدة مثل مهارة البحث عن معلومات اضافيه في الانترنت .
ولا يمكننا إغفال الجانب النفسي للطالب من خلال تحفيزه على تنظيم جدول النوم ومراعاة الفعاليات داخل الاسرة والحديث بشكل إيجابي مع الطالب وخصوصا في المراحل الدراسية الأولى , ومن أهم الأدوار التي تقع على عاتق الأسرة أيضاً التنسيق الدائم مع المدرسة لتحديد الواجبات والمهام المطلوبة من الطالب . وكما يتفق الكثير من المتخصصين في التعليم أن أفضل فترات الدراسة والتي يكون الطالب فيها اكثر نشاطاً وتركيزاً هي الفترة الصباحية والتي يجب على الاسرة تحفيز الطالب لإستغلالها على اكمل وجه .
- وفي النهاية لا بد من أن ندرك أن مرحلة التعلم عن بعد والتي اجبرنا على التعامل معها لحماية صحة أبنائنا في ظل جائحة كورونا لا تغني عن التعلم الصفي التقليدي والذي يلعب دوراً أساسيا في تشكيل شخصية الطالب ويثري معلوماته من خلال مشاركته لزملائة داخل الغرفة الصفية وتفاعله مع المعلم بشكل مباشر , ولكن لكل مرحلة متطلباتها التي لا بد من التعايش معها وإيجاد أفضل الوسائل لتحقيق النجاح فيها . ونسأل الله السلامه للجميع وأن يرفع عنا البلاء والوباء انه سميع مجيب .
د. موفق محمد المومني
جامعة الملك خالد