نور العجيل تكتب: أرجل مهشمة
تصدح أصوات الأجراس من حولي يطالبون في تقليبهم تارةً وأخرى كجثث لا حول لها على الحركة ولا قوة وأنا كجثة أيضاً مستلقية على ذاك السرير الأبيض أعجز عن الحركة بكل مفردات اللغة أنا عاجزة،
عاجزة عن إرغابك بي، عاجزة عن احتوائك،
عاجزة عن فهمك، وعاجزة عن فهم نظرة الشفقة التي تظهرها الممرضات حالما تحكي أمي لهن حكايتنا، تلملم الدعاء من أفواههن وتوصيهن على رعايتي رغم أنها قليل ما تتركني،
أكاد أن لا أنسى حينما أخبرتني بأني سأكون دائماً معك مثيرة، قلت مثيرة وكنت أبتسم لم أكن أعلم بأني مثيرة للشفقة، مثيرة للإشمئزاز أيضاً وأنا برجلين مهشمتين، أتناول جرعات كبيرة من الأقراص المخدرة كمدمنة، لا أستيقظ سوى سويعات قليلة سألت الممرضة ما أن زرتني قبيل الأمس قلت لها بأنك تحبني جداً وقالت لي لم يكن بقربي سوى امرأة عجوز ووصفت لي أمي! أخبرتها لابد أنك قد أتيت ولم تنتبه أو ربما من أجل راحتي فضلت أن تحترق شوقاً ولا تأتي!،
كنت أود أن أحادثك عن فستان زفافنا كان كل شئ رائع، قالت لي صديقتي أمل: أن عبدالله محظوظ، وكأنه سيتزوج بواحدة من أجمل فتيات الإعلانات تبدين جميلة يا رهف،
ساورني الخجل حينها وأخبرتها ألا تبالغ، أسرعت في قيادة السيارة ونحن نستمع لأغنيتي تلك التي سأدخل على ترنيماتها قاعة زفافنا لو أننا لم نصطدم في تلك الشاحنة!
تقول أمي أن أمل في صحة جيدة، وأشك في ذلك
اليوم لسوء الحظ أخبرتني الممرضة ذاتها بأنك كنت هنا، أمسكت بيدي! لكنني لم أشعر بك وضعت مغلف رسالة بجانب رأسي وانصرفت،
ظننتها رسالة حب، فغداً يوم الزفاف وسيصادف السابع من يناير حينما لاقيتك لأول مرة، أسحب الرسالة في يدٍ مرتجفة كنت قد أنهيت كل ما بيننا برسالة!
كنت وقح جداً حينما قلت لي في آخر كلماتك،
“لو كنتِ مكاني لقمتِ بما قمت به”
ظننت بأني أشبهك في غدرك، تمنيت لو أنني لم أجد تلك الكلمات أسفلها لربما كنت سأغفر لك
لكنك جداً آلمتني، حتى ألم الأرجل المهشمة
ماكان أشد مرارةً من رسالتك الأخيرة
nooral3jeel@