سوسن إبراهيم تكتب: صباح ولكن…
تمضي السويعات الأولى من كل صباح كالمعتاد، بلا تخطيط ولا تغيير نمشي بأقدارنا غير آبهين بتغييره أو التفكير بالتجديد حتى، وكأنما ءامنت أقدامنا بذلك فلم تعد تنتظر توجهاتنا أو أن تستعين ببوصلة رغباتنا بل وكأنها مهتدية بذاتها تُسيّرنا كيفما تشاء متجاهلة رغباتنا وأمنياتنا بالهرب إلى مكان أخر والانفتاح على معالم أخرى ومشاهد لم نعتدها. غريبة فعلا هي الحياة، التي أول ما وعيناها تقبلناها وتأقلمنا معها ولم نجترئ بالخوض بغيرها أو تخطيها. نخاف أن نفقد الإحساس بأشيائنا التي لطالما فعلناها والتي سنظل نحيا معها. نشعر بفزع كلما كان السبيل إلى التغيير هو الخروج من خانة الآمان التي لطالما تعايشنا معها والتي تسكننا من قبل أن نعي معنى الحياة والمغامرة. نخاف أن نختلف عن الآخرين وكأنهم مستنسخين ويرونك مثلهم كما هم لا تختلف عنهم، حتى اذا أردت الانفراد بكينونتك احتقروك ونبذوك بأعينهم قبل أفعالهم وتصرفاتهم. يريدون أن تكون روحك مأسورة متطابقة مع مثيلاتهم.
كل ما أردته يوما ً هو الابتعاد عن الأشباه والانفراد بحياة كاملة تكون مختلفة بكينونتها وصخبها وتعرجاتها. الانفراد مع أرواح أفتقدهم ولا سبيل إلى رؤياهم إلا بالابتعاد قليلا عن ضجيج مثاليات البعض الزائفة وعُقَدهم المتكدسة.
ورغبة شديدة بداخلي تدفعني إلى المجازفة بكل شيء وكل ما أملك وإن كنت لا أملك إلا بضع كلمات أسطرها على صفحة بيضاء راغبة بالتفوه بكلمات عصيّة علي ترجمتها إلا على أسطر الصفحات.
ولكن نعم سأكون أقوى من نفسي وأغلُبُني على أن أخرج من خانة الآمان وأعيش حياتي كمغامرة يعيشها طفل ظن أنه سيكبر ليكون ماجيلان. سأتحدى نفسي لأن أصعب ما في الحياة هو جهاد النفس. سأقبل جميع الصعاب في سبيل إيجاد نفسي، نفسي الفريدة التي لم تُخلق إلا لتتميز عن الباقيين رغما ً عن أنف الأشباه والغارقين والناقدين.
سوسن إبراهيم محمد