الحُلم
ورود على الطريق تكاد تزهر عبيرا ًكلما وضعت أناملها عليها وكأنها تتفتت لتصنع عطرا ً خاصا ً لا يرتديه إلا أثرياء البلاد. تمضي وتركض ذهابا ً وجيئة بلا همٍ ولا كدر. تشرب قهوتها بين أشجار الربيع وتبتسم للجميع. ها هي أميرة تعيش بحياتها كزهرة نبتت في الجنة. تلبس السندس والديباج وتراقص الحمامات. وتحلق كما الفراشات. تتزين كملكة تعتلي عرشها الآخاذ. وتجلس على مائدة تفوق الخيال والتصورات لديها أصناف الطعام والشراب وكيف لا وهى صاحبة المكان.
ولكنها سرعان ما استيقظت على صوت يصدح بالموسيقا الرنانة التي تُصمّ لها الأذان إذا ما استدركته أو أغلقته على فورك. استيقظت متعبة متكسرة تكاد تنتشل أجزائها وتلملمها لتُعيد تركيبها كطفل استغرق في تركيب دميته المفضلة المنفصلة عن أعضائها.
استيقظت ووجهها لا يُكاد يُرى من شعرها المبعثر كأنها مرت عند عاصفة أماطت كل ما في المكان وأعادت ترتيب الأشكال.
تقول في نفسها: “يا لها من ليلة طويلة أكاد أُجزِم أنها من أطول أيام حياتي، وبما كنت أحلم لأستغرق بالنوم هكذا وأصحو مبعثرة وكأنني خرجت من عالمي الخاص ورُميتُ إلى عالم أخر لا يكترث للأحلام.“
وجعلت تنسل من مرقدها الخشبي وتتسارع نحو الباب لتبدأ يومها المعتاد وتقوم بتنظيف القصر الكبير وتعمل على تنفيذ المهام.
سوسن إبراهيم محمد
@SawsanIris3