كتاب أكاديميا

دينار .. ولكن إنسان | د. محسن العارضي

في لقاء للأمين العام لمجلس الجامعات الخاصة الدكتور حبيب أبل في جريدة الرأي بتاريخ 20 أغسطس 2016 بين من خلاله بأن القطاع الخاص أو الجامعات الخاصة، والتي عددها 15 جامعة خاصة، تقوم بدور وطني في المساهمة في قطاع التعليم لما فية مصلحة عامة للمجتمع وعليه يفترض أن يكون دورنا (تشجيعيا لهذه المؤسسات لا أن نكون نِداً و«نُكسر مجاديف الناس»، ولكن يجب أن نأخذ بالإعتبار ولا ننسى أنه المستثمر هو كويتي يستثمر في قطاع حيوي وخطير).
وفي سؤاله عن الميزانية المرصودة لكم هل واجهت التقشف أيضاً، كما واجهته العديد من المؤسسات؟

 

أوضح أنه لم يواجه تقشفا، بل بالعكس تمت زيادة الميزانية خلال هذا العام وهذا أمر جيد يحسب للمجلس والحكومة. فميزانيتنا خلال هذا العام تبلغ 85 مليونا للرسوم الدراسية، وتغطي ما يقارب 18 ألف طالب وطالبة المستمرين والمستجدين، بالإضافة إلى المكافأة الاجتماعية والتي تبلغ ما يقارب 20 مليون دينار، وبالتالي فإن إجمالي الميزانية يقارب 105 ملايين دينار كويتي، علماً بأن عدد الطلبة حالياً في مختلف الجامعات والكليات الخاصة يبلغ تقريباً 24 ألف طالب وطالبة.

الجامعات وسوق العمل

وبين الدكتور حبيب أبل الأمين العام لمجلس الجامعات الخاصة بأنه يجب على أي مستثمر عدم الإعتماد على البعثات الداخلية، ولابد أن تكون دراسة الجدوى التشغيلية للجامعة تركز على احتياجات سوق العمل في الكويت ولا تنظر إلى البعثات، فالبعثات الداخلية قد تنقطع في يوم من الأيام، 
وتابع: «نسمع عن خطط تنموية مستقبلية بمليارات الدنانير خصوصا في القطاع النفطي، فإذا كنا اليوم لا نريد خريجين من تخصصات في الهندسة الميكانيكية أو هندسة بترول أو هندسة كهربائية أو فنيين في هذا القطاع، فكيف سنقوم بهذه الخطة المليارية ونفتح مصفاة جديدة، ومعامل التكرير؟»

كسر مجاديف التطبيقي

كما أنه للقطاع الخاص دور حيوي ووطني في المساهمة في قطاع التعليم فكذلك التطبيقي، وهي المؤسسة التعليمية الأكبر في الدولة والتي حملت على عاتقها بجناحيها قطاع التدريب 9 معاهد وقطاع التعليم التطبيقي 5 كليات.

حملت الهيئة على عاتقها تعليم وتدريب أكثر من 60 الف طالب وطالبة ثلاث أضعاف القدرة الاستيعابية لـ15 جامعة وكلية خاصة. ولكن رغم هذا الدور الكبير فالتطبيقي يعاني من تقشف الميزانية أو بالأحرى عدم توفرها، فمازالت مستحقات أعضاء هيئة التدريس والتدريب للفصل الأول والثاني والصيفي للعام الدراسي 2015- 2016 لم تصرف بعد.

الميزانية خط أحمر 

أصبحت الميزانية من أداة للتطوير والإستثمار بالبشر الى مصدر رعب حقيقي في تجاوزها، فلم يتمكن التطبيقي من قبول الكثير من أبناء الكويت بسبب الميزانية. لم يتم صرف مستحقات أعضاء هيئة التدريس والتدريب بسب الميزانية، بل تم شطب أعضاء هيئة التدريس بعد تدريسهم لمقرراتهم كاملة في الفصل الصيفي بس الميزانية دون تقدير لسنوات الخدمة ودون تقدير للدور الكبير الذي يقومون به. 
اليوم يشطب أعضاء هيئة التدريس بسب الميزانية وغدا يشطب عمداء الكليات بسب عدم توفر الميزانية وإن قاموا بالتدريس لو استمر الوضع كما هو عليه اليوم ! 

إن تقليل دينار هنا وتقليل دينار هناك بسب الميزانية هو حرمان طالب هنا أو طالبة هناك من مقعد دراسي. كما إن ميزانية 18 الف طالبة وطالبة في الجامعات الخاصه هي 105 مليون دينار سنويا في التطبيقي يستحق أكثر من 60 الف طالب وطالبة ميزانية تكفل لهم حق التعليم الحكومي. فاستثمار دينار في التعليم الخاص أو الحكومي هو استثمار في أبناء الكويت.
التطبيقي يمكن أن يصنع الفرق ويسهم في توفير الكوادر الهندسية والإدارية والفنية للدولة ان توحدت الجهود.

د.محسن صاطي العارضي 
كلية الدراسات التكنولوجية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock