سوسن إبراهيم تكتب: أزمة مسلم
مع التطور التكنولوجي واقتراب الثقافات والحضارات إلى حد التصاقها ببعضها. وانتشار الآداب العالمية وتوفر التراجم والسير والتاريخ العربي والإسلامي والعالمي كذلك. وفهم وإدراك المستشرقين للأحكام والشرائع السماوية وبالأخص الإسلامية وإبحارهم بالفقه والحديث الشريف لازال الإسلام يُشكل أزمة للغرب وأزمة ليست كباقي الأزمات.
لطالما كان الغرب يستجمع كل قواه ومعداته للفتك بالإسلام والمسلمين ومحاولة محاربته من كل الجبهات للاستفادة من علومه ومعتقداته ومبادئه السامية. والتخلص من المسلمين الذين يتمتعون بوجود معجزة سماوية إلاهية هو كتاب وليس ككل الكتب بل هو الوحي الإلهي الرباني على أمة من المفترض أنها أقوى الأمم. قوية ليس بعضلاتها وإنما بدينها الذي يضمن لها استقرارها وهيبتها وصلاحها.
وبالفعل نجح الغرب في قلب موازين المعادلة. الإسلام اليوم لم يعد كما كان ليس لأنه ضعف أو غلب على أمره بل لأن المسلمين هم من ضعفوا وهم من غلب على أمرهم. لم يعد المسلمين مسلمين بحق بل أخذوا يبتعدون عن الاسلام شيئا فشيئا إلى أن أصبحوا ينكروه ويشككوا ببعض أحكامه وصفاته ومبادئه إلى أن أصبحوا غير مبالين باتباع أحكامه وتنفيذ أوامره. أوامره التي لم توضع إلا لمصلحة الإنسان. فهو دين إنساني قبل أن يكون دين أحكام.
إننا في عصر يعتبر فيه المسلم شخص غريب وسلوكه معقد وتفكيره متخلف. للأسف أصبح من ينظر للمسلم تلك النظرة ما هو إلا مسلم أخر لم يعد يؤمن بالرسالة العليا للإسلام.
سوسن إبراهيم محمد