كتاب أكاديميا

هرمنا نبي كأس الكرامة

iddradaan

 

هرمنا…”هرمنا حتى وصلنا الى هذه اللحظة التاريخية”….هذه العبارة التي قالها احمد الحفناوي في تونس ..رجل غزا رأسه الشيب قالها ليشعل بها شرارة الغضب لم تكن كلمة نطق بها وحسب.. بل قيلت بحشرجة مؤلمة مفعمة بإحساس المرارة والقهر بهذه العبارة استطاع أن يعبر عن كم الظلم الذي يعيشه شعبه في ذلك الوقت ومدى فقدان الكرامة الذي كان يعانيه في بلده….عندما تهرم الشعوب العربية وهي تنتظر التغيير قد يأتي الوقت الذي تتخذ فيه قرارها ويزدهر ربيعها… فقدت تلك الشعوب كرامتها منذ عهود واجبرت على الصمت حتى طفح بها الكيل وجاء الزلزال …كان يستهان بها وبثرواتها بل نعت ناسها بالجرابيع والهبل واستهان بقدراتهم وانتهكت انسانيتهم فبعض هذه الشعوب العربية حجبت عن العالم الخارجي وعاشت في تخلف بعيدة عن كل ما يسمى بالتكنولوجيا مقارنةً بما تتمتع به من ثروات تفوق ثرواتنا نحن في الخليج فكانت ثورتهم الغاضبة ماهي الا القشة التي قصمت ظهر البعير لكن تبقى الحقيقة تقول ان هذه الشعوب لم تثور على انظمتها الا لأنها افتقدت لأبسط معاني الكرامة الانسانية ومسببات العيش الكريم التي لم تكن تمتلكها في الاصل .
وبمنتهى الصدق والأمانة…فإننا مازلنا نحتفظ بكرامتنا في هذا الوطن المعطاء والذي نحبه إلى حد الثمالة وننتمي له ولا يجرؤ مخلوق في التشكيك بولائنا له ..ولكن بالمقابل وبمنتهى الصراحة المريحة فإن شعور الخوف يتملكنا بأن يأتي اليوم الذي نفقد فيه كرامتنا كشعب.. أمور كثيرة تحيط بالمواطن الكويتي تبعث في نفسه الخوف وعدم الاحساس بالأمن….فهمومه ثقيلة…. يهدد بسحب بساط “الرفاة ” من تحته في أي لحظة….وفي الحقيقية هو يسمع بالرفاة ولم يراها….في الوقت الذي يعاني منه المواطن من الغلاء وارتفاع الاسعار ورداءة الخدمات الصحية والتعليمية والتجارية والسكنية تتعالى أصوات التجار والمسئولين بفرض الضرائب على الخدمات المقدمة ورفع الأسعار….إن ما يجعل الأمر أشد وقعاً على نفسية المواطن أن من يصوت لمثل هذه الاقتراحات بالخفاء هم الأشخاص الذين انتخبوا ليمثلوا صوت الشعب ويوصلوا همومه للمسئولين….ليخرجوا بعد ذلك على العامة يرفعون أصوات المعارضة لمثل هذه القرارات ويعزفوا على وتر شرف المواطنة والخوف على مصلحة المواطنين … هدفهم التربح من المناصب واستغلال النفوذ بل ويتمادون بكسر القوانين لصالح فئة من المنتفعين….لقد استشرى الفساد في هذه البلد فضاعت مصالح المواطن البسيط… بينما ينتظر المواطن في طوابير الانتظار الطويلة ليحصل على الخدمة تقدم هذه الخدمات للكبار بجرة قلم … فلا تنمية ولا نماء حتى الشعور بالأمن والأمان بدأ يتلاشى.. فالجرائم التي زاد عددها وتنوعت انواعها بل وظهور نوعية جديدة ومخيفة من الجرائم يرتكبها بعض الوافدين الذين استقدموا للبلاد رغم سواد صحيفتهم الاجرامية فقط لمصلحة التاجر…فعاثوا في الأرض فساداً….فلا ضابط ولا رادع….فلقد أمنوا العقوبة فأساءوا الأدب فبلغت الجرأة بهم بأن يقتحموا مباني حكومية ويسرقون أجهزة ومكائن الطوابع المالية.. المواطن هرم من هذا التسيب والاهمال…..بلد يحكمها التجار والكبار والقوانين والقرارات تصب في صالحهم بل تصاغ أحياناً لخدمتهم….مواطن يعيش في أغني دول العالم يعاني ضيق العيش والغلاء ويطالب بأن يدفع ليتلقى أسوء الخدمات ..فساد استشرى بسرعة مخيفة وفي كل قطاعات البلد حتى الرياضي منها ” تبون كأس آسياً”….حتى هذا القطاع لم يسلم…..وحرموا الناس هذه المتعة
وبصراحة.. هل سبق أن فكر تاجر بهموم مواطن؟ جلسات المجلس تناقش بها أمور تتعلق بمغردين أساءوا للمجلس ومن فيه ..وأمور أبعد ما تكون عن هموم المواطن.. هل عهدنا جلسات كشف حقائق للمواطن البسيط والرد على استفساراته ومناقشة همومه؟ بل تشتد الحماسة والموافقات إذا جاءت الاقتراحات بخفض الرواتب وفرض الضرائب ومعاقبة الأحرار المدافعين ضد سرقات المال العام ومستقبل الاجيال وحرية الرأي والتعبير….ومنح المليارات التي أهل الكويت أولى بها..
لماذا نكون نحن الشعب الوحيد الذي يتمنى العودة للماضي بينما الشعوب الأخرى تتطلع للمستقبل وتنتظره بشغف….من اوصلنا لهذا؟ نحن بحاجة لتيار يتخذ سمة الوطنية يرأسه الشباب بهدف الاصلاح والنهوض وايصال صوت المواطن وهمومه والوقوف بوجه كبار الفساد بعيد عن نباح بعض تيارات المعارضة التي تهدف للزعزعة وتنفيذ أجندات خارجية مكشوفة ضد استقرار الوطن…

أما آن الأوان لإطلاق رصاصة الرحمة على خيول الفساد التي شاخت ومازالت تنهب بالخيرات….هل سنقولها كما قالها الحفناوي ” هرمنا” قريباً… ويصبح الحديث عن التنمية والاستثمار ضربا من الجنون لا طائل من ورائه….هل سيستمر مسلسل حب “الخشوم ” ليظفر المفسد بما يريد وينعم بفساده ويضرب القوانين ومصلحة وهموم المواطن بعرض الحائط

” ما نبي كأس آسيا.. الصراحة هرمنا ونبي كأس الكرامة”
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه

 

د. دلال الردعان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock