كتاب أكاديميا

أخلاقيات التدريب..بقلم:أ / لولوه عبدالعزيز الصانع

لكل مهنة في المجتمع الإنساني قواعد وأخلاقيات لابد من مراعاتها والالتزام بها من قبل العاملين في تلك المهنة، لأن ذلك يساعد على السير قدماً نحو تحقيق النتائج المنشودة بكفاية وفاعلية.
وتعد أخلاقيات مهنة التدريب من أهم المؤثرات في سلوك المدرب لأنها تشكل لديه رقيباً داخلياً وتزوده بمرجعية ذاتية يسترشد بها في عمله، وتقويم أدائه وعلاقاته مع الآخرين تقويما ذاتياً يعينه على اتخاذ القرارات الحكيمة التي يحتاجها ليكون أكثر انسجاماً وتوافقاً مع ذاته ومع مهنته، ومع الآخرين.
عندما نعرف أن المجتمع يبتكر طرقاً مختلفة تفي بحاجاته طالما هي ضرورية له فإننا لا نستغرب انتشار مفهوم التدريب بين أفراد المجتمع باعتباره أسرع الطرق وأكثرها فعالية في إكساب المهارات والمعارف والاتجاهات.
بدأت إفرازات متطلبات الحياة الجديدة تحتاج إنساناً يملك المهارة أكثر مما يملك من المعلومات بشكل يدفعنا إلى تطوير كثير من استراتيجيات التدريب ويكسر كثيراً من الاتجاهات السلبية التي تتجاوز أخلاقياته ومبادئه.
كانت وما زالت الجهات المعنية في دولتنا الحبيبة تحفز الفرد على التدريب، لا بل هو يتلقى تشجيعا مالياً من أجل أن يلتحق بالمؤسسات التدريبية، واليوم نجد البعض يساهم في أن يدفع المبالغ المالية رغبة منه في أن يلتحق بمؤسسات التدريب المختلفة من أجل أن يطور مهاراته ويبذل في ذلك الكثير من وقته وجهده ليجعل من نفسه اليوم غير الأمس مهارة وعلما ومعرفة.
ولعل الجميل في ذلك أن الوعي بأهمية التدريب أخذ وضعاً مشجعاً عند الكثيرين، فأصبحنا نرى في كل زاوية من زوايا المجتمع المؤسسي مدربون مهرة ومتدربون وأماكن خصصت للتدريب بعد أن زودت بكافة الأجهزة والتقنيات الحديثة في التدريب بل إن الأمر تعدى ذلك إلى أن هناك مؤسسات متخصصة في مجالات التدريب المختلفة.
إن المدرب والمتدرب والجهة الراعية للتدريب يشتركون جميعاً في ترسيخ أخلاقيات التدريب وبهم تتكامل العملية التدريبية على اعتبار أن المهارة والمعارف والاتجاهات هي أهم الدعائم الفنية التي تنبني عليها شخصية الفرد في مجال التدريب وهي مسؤولية مشتركة بين الجميع .
ومن هنا فإن فالعملية التدريبية تتكامل بعناصر تشترك كلها في رفع مستوى بنية الوعي في المجتمع وتعطيه في حال انسجامها دفعة قوية للأمام تختصر عليه الزمن، فالمدرب والمتدرب والجهة الراعية للتدريب يشتركون جميعاً في ترسيخ أخلاقيات التدريب بشكل يؤكد بأن عطاؤهم يسير باتجاه رؤية أخلاقية تعلي من قيمة الإنسان المسلم فوق أي اعتبارات أخرى مالية كانت أو ذاتية فهذا الشيء يحيلنا إلى بعد آخر من الفهم تنتظم معه أخلاقيات التدريب كقيم فعالة تسير برامجنا عدلا وصدقا في نشر العملية.
فأخلاقيات التدريب التي نتعامل بها في سوق العمل تعطي لكل واحد منا حقا لدى الآخر، وهذا الحق يتمثل في الصدق والعدل والمحبة والتعامل الحسن والرغبة في المساعدة وهي تتشكل مجتمعه في مفهوم الاحترام لهذا الإنسان الذي استخلفه الله في الأرض ليعبده ويعمرها ويحب لأخيه ما يحب لنفسه.
وأخيرا فأن التدريب مسؤولية مشتركة وهو عملية تكاملية لا يمكن أن تنجح إلا بتضافر الجهود ومن بينها المتدرب الذي هو العنصر الأهم في هذه العملية وبالتالي فإن عليه الشيء الكثير تجاه أخلاقيات التدريب .

عضو هيئة التدريب : أّ / لولوه عبدالعزيز الصانع
معهد التمريض _قسم العلوم الثقافية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock