يوسف عبدالرحمن يكتب: عدو «التعليم» والضياء!
فيما العالم يتخذ التعليم جسراً للتنمية المستدامة ويضع الميزانيات كي يطور من هذا التعليم ليصل إلى قمة التحضر والعالمية يعمد «النظام الارتيري» حالياً إلى مصادرة التعليم ومنعه ليحل الظلام والقمع بدلاً من النور والضياء، ولهذا قصة اليوم تدور رحاها في كل أجهزة الإعلام هنا وهناك لقسوة المشهد الارتيري وبيان «حكم المستبد» الذي يحاول قهر التعليم وقفله وممارسة الإرهاب في التنكيل بأصحابه والمستفيدين منه.
«مدرسة الضياء» في ارتيريا صرح إعلامي تربوي تعليمي شامخ خرّج المئات من أبناء إرتيريا لسوق العمل ففي عام 1969م بدأ العمل على بناء وإنشاء هذه «المدرسة المباركة» على يد الأستاذ محمد بشير أحمد جبرتي بعد عودته من مصر وتخرجه في الأزهر الشريف مع عدد من زملائه فتم التفكير في هذه «المدرسة النوعية» وبالفعل اشهرت واستمرت في تخريج أبناء ارتيريا وإن كانت وقفية لكنها كانت تعمل وفق نظام مؤسسي تربوي تعليمي ولها مجلس ادارة ولجان وهياكل وهي «مدرسة حضارية» بالفعل وخرجت الكثير من شباب ارتيريا الذين يحملون «الوسطية» دينا ومنهجا.
تصوروا ان رئيسها الاستاذ موسى محمد نور يبلغ من العمر 93 عاما يعتقل هو وقطاع المعلمين بالمدرسة والطلاب وأولياء أمورهم دون مبرر ولا محاكمات في «سطوة بطش واضحة شاهدتها كل شعوب العالم عبر شاشات التلفاز»!
ان مدرسة الضياء تعتبر إحدى منارات التعليم الارتيري ولها فضل تثقيف الشعب الارتيري وما جرى فيها من أحداث يتطلب اليوم وقفة من شعوب وحكومات العالم والمنظمات الحقوقية فلا يجوز أبدا للنظام الارتيري وأجهزته القمعية «تسكير» هذه المدرسة التعليمية وفرض أوامر فيها تعدٍ على حرية الاعتقاد التي تقرها جميع المواثيق والقوانين الدولية.
ان شعوب العالم مطالبة بكل منظماتها بالتحرك العاجل لإنهاء هذه الأزمة والإفراج أولا عن مديرها وكل العاملين معه والطلاب وأولياء أمورهم وذلك عن طريق الضغط على الحكومة الارتيرية وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه هذا الشعب المظلوم.
ومضة: 30 قتيلا سقطوا في المداهمات والاحتجاجات وأكثر من 100 جريح اصيبوا على يد القوات العسكرية التي مارست الإرهاب بكل صنوفه مع المعلمين والطلاب المدنيين العزل الذين لم يستخدموا أي سلاح سوى التظاهر لإثارة قضيتهم العادلة.
آخر الكلام: ارتيريا اليوم 4 ملايين نسمة منهم 70% من الشعب مسلمون يريدون ان يمارسوا طقوس دينهم ويصر هذا النظام على منع اللغة العربية وتجريم ممارسة الطقوس والشعائر الدينية وها هو اليوم يمنع ويحارب التعليم بالقوة والاقتحام العسكري الإرهابي!
زبدة الحچي: الرئيس الارتيري اليوم وعلى مشهد من مرأى شعوب العالم الحر يمارس سلطته الغاشمة على الشعب الارتيري منافسا كوريا الشمالية في البطش!
أما آن الأوان ان يرحل هذا النظام المستبد المتسلط على شعبه الصابر؟
ان كل الدلائل تشير الى قرب زوال هذا النظام الديكتاتوري الذي حول ارتيريا الى سجن كبير وشعب مأسور يقف عاجزا وإن تحرك سلميا قمع!
لقد اعجبني تحرك الجالية الارتيرية في بريطانيا وايرلندا، وعلى كل الجاليات الارتيرية في المهجر تسيير المظاهرات لبيان الرفض لهذه الأعمال التي يقوم بها النظام ضد شعبه، وكل تقارير الأمم المتحدة واللجان التابعة لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان تشير الى ان النظام الارتيري برئاسة اسياس افورقي ارتكبوا جرائم ضد الانسانية وآخرها مدرسة الضياء فهل من تحرك عالمي يدعم تحرير ارتيريا؟
نقلاً عن الانباء