كتاب أكاديميا

“مؤتمر تحويل التعليم والتحديات المستقبلية”..بقلم :أ. د. فيصل الشريفي

نظم المركز العربي للبحوث التربوية في دولة الكويت المؤتمر الرابع «تحويل التعليم» لدعم مسيرة التميز والاستدامة بدول مجلس التعاون الخليجي ومساعدة الأنظمة التعليمية على مواكبة التحولات المتسارعة للعلوم التكنولوجية والرقمية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. التحول التعليمي أصبح واقعاً وضرورة فرضته المتغيرات التكنولوجية، ولا يمكن التخلف عنه، ولعل توفير البيئة المادية وتطوير المحتوى التعليمي للمناهج الدراسية مقدور عليهما، إلا أن الأهم من ذلك هو توفير الآليات الكفيلة التي من شأنها تمكين المعلمين من استيعاب هذا التحول والتكيف معه. المعلم هو الركيزة التي تقود المنظومة التعليمية، وعلى ضوء ذلك هناك مساران على المؤسسات التعليمية اتخاذهما من أجل مواكبة التحولات التعليمية الأول موجه للعاملين بالميدان، والثاني للكليات التربوية.
نرجع إلى المسار الأول وإلى الآليات والوسائل اللازمة نحو تمكين العاملين في الميدان التربوي للانتقال لهذا المفهوم باتباع الآتي:
1. تدريب المعلمين على استخدام أساليب التعليم الحديثة والتطبيقات التكنولوجية وتوفير مدربي الدعم الفني لهم في الفصول الدراسية.
2. تشجيع المعلمين على العمل ضمن فرق لتبادل الأفكار والخبرات حول طرق التدريس الحديثة وتشجيعهم على تجربة طرق تدريس جديدة دون الخوف، وتقديم الحوافز للمبادرين والمبتكرين.
3. مساعدة المعلمين في فهم تطبيقات وأهداف التحول التعليمي واستخداماته وقياس آثارها التفاعلية على رفع كفاءة مستوى الطالب. المسار الثاني موجه للكليات التربوية وتوجيهها من خلال اتباع التالي:
1. تحديث المناهج الدراسية لتشمل زيادة المقررات التطبيقية من أجل تعزيز مفهوم التحول التعليمي باستخدام التكنولوجيا، ومقررات الذكاء الاصطناعي والابتكار، والتعليم عن بُعد.
2. تغيير نمطية التعليم العملي بالكليات التربوية التقليدية من خلال استحداث فصول دراسية تفاعلية تمكن الطالب من التعرف على أساليب التحول التعليمي وكيفية إدارة الفصول التعليمية التفاعلية، ومنصات التعلم الإلكتروني.
3. تنمية وتطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الطلبة وتوجيههم إلى تقديم المشاريع الابتكارية ضمن مفاهيم التحول التعليمي واستراتيجياته.
4. تعزيز مفهوم التعليم بالشراكة مع القطاع التربوي في قطاعية العام والخاص بحيث يصبح التعليم والتدريب أكثر واقعية وأكثر فاعلية. باستخدام هذه الاستراتيجيات تستطيع الكليات التربوية تخريج معلمين مؤهلين لديهم الأدوات والمهارات والمعارف اللازمة لتطبيق مفاهيم التحول التعليمي بفعالية.
نقطة أخيرة: في مقال سابق نشرته في شهر يناير 2023 تحت عنوان «تحويل مسار كلية التربية الأساسية» أشرت إلى ضرورة تقسيمها إلى مجموعة من الكليات العلمية والأدبية أسوة بالدول التي تتربع على قائمة التصنيف العالمي، التي استطاعت تحويل التدريس إلى مهنة جاذبة يندفع إليها المبدعون.
كما طالبت القائمين على الكلية بفتح برنامج الدبلوم التربوي العالي للراغبين في مزاولة مهنة التدريس، وبذلك لن يكون هناك أي هدر للموارد المالية والبشرية عند تحويل مسار كلية التربية الأساسية، وذلك بالتوافق مع احتياجات سوق العمل بمفهومها الواسع.
ودمتم سالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock