كتاب أكاديميا

يوسف عوض العازمي يكتب: النقد الأدبي .. وإجتهاد قابل للخطأ

” إن جزءًا أصيلًا في كل طرح، وفي كل نظام عظيم، يكمن في قبوله للمراجعة، والنقد والإنماء والتغيير ”

(  عبد الكريم بكار  )

قراءة النصوص الأدبية بأنواعها يتطلب التمعن بها تفكيكها و تصريفها من خلال اادخول إلى أصل المعنى ، و تشريحه و تفكيك البنية المرتبطة بنيويا” به ، لن أدخل في ملابسات نظريات النقد و لا أساسياته و لا حتى التراكيب النفسية لمآلات المفردة و سمات الخطاب ، و إرتباطهما بتقنية أي نظرية متواجدة على سطح الأوراق المطبوعة ، لست في معرض التمرد على نظرية أو مقولة أو حتى قاعدة أدبية ، أنما أتتبع من خلال نظرة ثاقبة متواليات المعنى و متمكناته بدون الدخول في نظريات لا أشك في بديهياتها و إلتزامها المعنوي تجاه المفردة ، لكنه إلتزام غير ملزم ، و إتجاه بالإستطاعة إيجاد إتجاهات أخرى تبرهن على ترسخ المعنى ، و تجريده من مبتداه ، و تفنيد أخباره ..

عند قراءة أي نص سيكون تواجد المبتدأ المعنوي ( نسبة إلى المعنى ) بديهيا” ، و الخبر كذلك سيكون وجوده أصيلا” ( في حال وجود جملة مفيدة تحتوي على مبتدأ و خبر ) ، لذلك التسلح بالبديهه في تفكيك المعنى سيكون ذو فائدة أعم و أشمل ، فالقارئ لن يكون في حاجة نظريات فرويد و لا لاكان و لا حتى لكلمات جاك دريدا المتقاطعة ، تسليط الضوء على المفردة و تفكيكها كمفردة ، أجدى من الإستعانة بنظريات قد تكون فائدتها في بيان متعين و ليس في معينات مباشرة في أي عملية تفكيك و تشريح للبنية المكتوبة لتركيبة الجملة ..

أحتاج للقراءة القارئة للمحتويات المقروءة من خلال تتبع الجملة كجملة متسقة و من بعد  ذلك تفكيك الكلمات كل كلمة على حده ، و إظهار الإرتباط الزمني و المكاني المشترك لهذه الكلمة مع كلمات أخرى وفق فهم مشترك في جمل سابقة بنفس القطعة المكتوبة أو حتى المذكورة شفاهة ، أي أني أحلت الكلمة إلى جملة سابقة بنفس القطعة على نفس السياق ، حتى اظهر التوافق و التباين و من ثم إعتماد المعنى و ترسيخه و تجريدة من الجملة الأصلية ثم إعادته لها ، في طريقة تتابع المعنى ويسياقه الزمني ثم المكاني ، حتى تصل للمعنى المطلوب ..

كذلك الإتفاق الذهني للعبارة كعبارة مهم ، و إتخذ ذهنية المعنى كتمعن بالمعنى و الدخول في ماهيته ، و ترابطه و توافقه و تلازمه مع القطعة المكتوبة ، في ذلك لاتحتاج سوى التوافق الذهني للدخول إلى حيثية الجملة و فك سياقها عن ماسبق ، و تصميم السياق العام وفق الفهم العام للجملة و إرفاقها ضمن العبارات المتضمنة للمعنى المبحوث ..

لست في سياق تهميش النظريات النقدية ، و لست مختصا” بها ، إنما هي محاولة لعمل تلازم و تركيب للجملة و إظهار محتوياتها بدون الدخول إلى نظرية قد يكون إرفاقها في غير محله ، و مخلا” بتصريفها البنيوي ، و حقيقتها في المعنى و نطاقها الأسلوبي ، لذا قد يجانب الصواب ماتم كتابته في هذا السياق ، و قد يرد من يتهكم ، و أيضا” قد يقرأه متعصبا” للنظريات النقدية ، و لكل هؤلاء أهلا” و سهلا” ، و منكم نستفيد ، لكن : أخذوا هذا الكلام بالإعتبار ، و نزلوا الكلمات منازلها ، لذا فالمقصد أن تفكيك معنى أي جملة أو عبارة بالإمكان ، و ليس لزاما” أن يأتي متخصص بالنقد الأدبي ، 

ففي تفريغ الجملة و تفكيك العبارة و إظهار بنيتها، فلا اعتقد أنه يوجد من هو أذكى و أدهى من العربي الذي ببديهيته يستطيع تفكيك و تشريح أي عبارة بدون الحاجة للإستعانة بنظريات فرويد و لاكان و حتى دريدا ، و لك في مناظرات الشعر و سجالاته ، و لك أيضا” في الشعر الشعبي العربي ( الزجل / القلطة ) كمثال ..

يوسف عوض العازمي

alzmi1969@

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock