أبناؤنا حقل تجارب بقلم : فيحان العازمي
بالأمس القريب تفاءلنا خيراً مع القيادة الجديدة لوزارة التربية وكنا نعتقد خطأ أن إصلاح ما تم إفساده فيما مضى سيكون على أيدي معالي الوزير محمد الفارس وزير التربية التي صارت تتحول من سيئ إلى أسوأ فمن نقص الكوادر القيادية والتي لم يتم الى الآن شغلها والذي يحدث ربكة كبيرة في أروقة المناطق التعليمية والمدارس والتي بالتالي صارت منعدمة الرقابة تماماً.
لا يمر أسبوع دون إقرار قرار ثم يأتي الأسبوع الذي يليه حيث يلغى القرار ليأتي قرار آخر، فتحول ابناؤنا في المدارس الى اشبه بفئران حقل التجارب، فبالأمس القريب لاحت في الافق قرارات بتوجه في وزارة التربية الى تعديل الدوام المدرسي وذلك من السابعة وحتى الثانية ظهراً وذلك لتقليل تأثير تخفيض ساعات العمل الذي أقر للموظفات اللاتي يتمتعن بتخفيض العمل بساعتين من بداية او نهاية الدوام تنفيذاً لقانون رعاية الطفل ولكن ما إن مر يومان حتى وجدنا ان القرار صار حبراً على ورق.
أيضاً صدر قرار بايقاف استخدام التابلت في المدارس، حيث اوقف عدد من المدارس في المرحلة الثانوية العمل بمشروع التابلت بعدما رأت عدم تحقيق الهدف منه، حيث تم ابلاغ عدد كبير من مديري المدارس بايقاف العمل بجهاز التابلت بعدما تبين لهم أن استخدامه من قبل الطلبة لا يتماشى مع ما هو مطلوب منهم، فضلا عن ان بعض المدارس لا يوجد بها انترنت بالاضافة الى انه بالنظر الى مدى الاستفادة منه سابقا اتضح انه كان مضيعة للوقت ولم يفد الطالب نهائياً، والسؤال: من الذي يصدر قرارات متسرعة كهذه تكلف الدولة آلاف الدنانير ثم تثبت التجربة عدم صلاحية هذه القرارات، رغم الكم الهائل من المستشارين في وزارة التربية والذين يتقاضون ملايين الدنانير ومع ذلك ما نخرج من تجربة فاشلة حتى ندخل في تجربة فاشلة اخرى، وكأن التعليم لدينا حقل تجارب نجرب فيه تجربة تلو الأخرى، أليس من الأولى أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون؟! أليس من الأفضل أن ننظر إلى تجربة دولة كاندونيسيا وماليزيا واليابان في التعليم ونحاول أن نسير على خطاها أم أن نعيش في كوكب مختلف نجرب فيه على ابنائنا تجارب تلو التجارب والمحصلة جيل من المتعلمين لا يملك من تعليمه سوى الحبر الذي كتبت به شهادته.
حفظ الله الكويت وأميرها وأهلها من كل مكروه.