شهد البياع تكتب: ذاكرة الغروب
مع غروب الشمس تتوهج الذكريات و اللحظات المحزن منها و المبهج..و مع هذا الغروب تغيب أعيننا عن النظر إلى ما حولنا من أمور، يأخذنا هذا الحدث البسيط إلى محيط من الأحداث المتشابكة و المتداخلة، وسط هذه الأحداث تنصهر الأرواح و تختبئ بين أشعة الشمس ذات اللون الذهبي..فتختفي الأحرف و الكلمات و ما يتبعها من أفكار..تفقد ألسنتنا القدرة على الحديث و التعبير، فتتوهج الأعين و تبوح بما لم يستطع اللسان البوح به..إنها بضع سويعات تمر سريعا و لكنها تعرض لك شريطا من محطات حياتك يجعلك تتأمل هذه المحطات بأوقاتها و تفاصيلها و من مروا معك خلالها.. و في أثناء هذه اللحظات، قد يخطر ببالنا أن نكتب ما يجول في سرارئرنا ثم نرسله مع نهاية آخر شعاع للشمس..قد يخجل رذاذ البحر الذهبي من جمال و عذوبة ما كتب، و قد يتلهف شوقا لرؤية من كتب إليهم و قد يطالب بإنضمامهم إلينا في الغروب المقبل.
الغروب ما هو إلا وقت مميز خلال أيامنا المتتالية يشعل ما أطفأته الأيام من لحظات دفينة تعيد لنا شبابنا و طفولتنا و ترسم لنا خطوط الأيام و اللحظات المقبلة..
و قبل غروب ذاكرتك مع كل هذه التفاصيل و الأحداث العظيمة..حاول قدر إستطاعتك أن تصطاد من وسط هذه الأحداث المميزة أكثر اللحظات التي أسعدتك يوما ما ثم أوقف الزمن و تخيل نفسك تعيش هذه اللحظات مرة أخرى مع من تتشوق النفس لمشاركتهم أدق التفاصيل..