طيبه باسم الإبراهيم تكتب: العلاج المهني في منزلي
على مر الزمان إرتبط مفهوم العلاج و دور المعالج بحدود أسوار المستشفيات في حين إمتد دور إخصائي العلاج المهني إلى ما بعد هذه الأسوار ليضع بصمته في الشركات، المصانع، و حتى في المنازل.
المنزل هو المملكة الخاصة و حدود حريتنا المطلقة و استقلاليتنا و هنا يقترن دور أخصائي العلاج المهني الذي يتعامل مع مختلف الحالات من مختلف الفئات العمرية و يهدف إلى جعل المريض مستقل بقدر الإمكان في أداء أنشطته اليومية كتناول الطعام و ارتداء الملابس و أيضاً قضاء وقت الفراغ من خلال تأمين منزل آمن، مناسب لقدرات الشخص الجسدية، والحسية، و العقلية.
فعلى سبيل المثال الشخص المُقعد حديثاً قد يواجه العديد من العوائق في منزلهو أولها كيفية الدخول إليه و التجول في أرجائه و حتى في أبسط الأشياء.كالوصول إلى قبضة الباب. كل هذه المشاكل يمكن تداركها عن طريق وضع منحدرات، قياسات مناسبة بين الكرسي المتحرك و المساحة المتاحة في المنزل، و أيضاً وضع قبضة الباب في إرتفاع مناسب يسهل وصول الشخص المُقعد إليه.
و في مثال آخر لشخص مصاب بالجلطة الدماغية، و يواجه مشاكل في استخدام يديه، كضعف العضلات أو قلة مدى الحركة، قد يقابل عوائق مماثلة في كيفية الدخول إلى المنزل، و استخدام و الوصول إلى مرافقه، تناول الطعام، أو حتى قضاء وقت الفراغ في تصفح الكتب، أو الرسم، أو ممارسة هواياته و أنشطته المعتادة. و بالإمكان حل هذه العوائق بإستخدام التكنولوجيا الحديثة كالأبواب آلية الفتح أو وضع قبضة الباب المناسبة لقوة الشخص و المدى الحركي المتاح له، و يمكن أيضاً الإستعانة ببعض أدوات التكيف كالواصل (عصا ضعيفه و طويلة تساعد في الوصول إلى الأشياء البعيدة) أو حتى استخدام أدوات مائدة خفيفة الوزن و ذات منحنى مناسب لقدرات المريض، و غيرها من الحلول التي يمكن لأخصائي العلاج المهني أن يقترحها حسب ما يراه مناسب لحالة المريض الجسدية، والحسية، و العقلية و أيضاً يضع في إعتباره ماهو مهم و ذو قيمة للمريض و أسرته.
أود أن أشير أن هذه الخدمة تُطبق في الكويت عن طريق أخصائي العلاج المهني في مستشفيات الكويت و أهمها مستشفى العلاج الطبيعي و التأهيل الصحي لكنها لا تؤخذ بذات الجدية و الانتشار كما هو الحال خارج نطاق الوطن العربي و نأمل بنشر الوعي بالأهمية الشديدة لهذا الدور خلال أو في نهاية رحلة العلاج.