كتاب أكاديميا
نورة العجمي تكتب: حين تتواصل مع الله
في البداية :
قال جلَّ جلاله { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}.
منتصف الطريق:
حين تتواصل مع الله تواصل بكل مافيك ، من مشاعر من إحساس من فؤاد من صدق من جوارح ، حين تصلي و تسجد و تقترب ، استشعر أنك تسجد و تقترب ، لا تجعل الصلاة عادة لك و رياضة ، بل تيقن أنها غذاء روح ، تيقن أنها تواصل مع الله
اسجد و اقترب
و اذهب لله بكل ما بك من يأس و ألم و خوف و فوضى و انكسار
و ستعود بكل سرور مُنقى من كل الآلام و الأوجاع سيعطيك التفاؤل ، سيشفيك ، سيجعلك مطمئن ، سيرتبك و يجبرك ، و يعطيك ما لم تعتقده.
تواصل مع الله بصدق و رجاء
الله يسمعك حين تدعوه ، الله يعلم ما بصدرك من ضيق و سيرزقك السعة ، يسمعك حين تكون ممتلئ بالرجاء بالدعاء بالإلحاح .
و سيعطيك و سيكفيك و سيغنيك ، لأنك طلبته و لم تطلب سواه
و لأنه جلَّ جلاله هو الكريم الرحيم العليم ،
قبل أن تنطق يعلم ما بك
أرأيت كهذه رحمة ؟
كلا و كلا لن تجد
كن على يقين دائم بثقل عطاء الله ، فهو سبحانه بيده الخزائن و قادر على أن يجعلك غني .
نصيحة :
حين تتواصل مع الله تواصل بأدب ،
و كيف يكون التواصل بأدب ؟
ألا تيأس أبداً أبداً
أن يكون في قلبك كل اليقين بتحقيق المراد
ألا تعتقد أن أمرك سينجزه بشر دون إرادة إلهية .
و كن على يقين :
أن الذي رفع سبع سماوات بلا أعمدة ، خلق سبع أراضي ، أرسى الجبال ، جمَّل البحار و الأنهار ، و خلق الكون بعظمته و فضاءاته و كواكبه و بشره الذي يعلم ما بصدرهم صدراً صدراً
قادر على تشتيت حزنك و إبداله بفرحٍ عميق .
قادر على إسعادك و تغيير حياتك كما تريد أو فوق ما تريد ، بالثقة و الدعاء و العمل و اليقين يتحقق المنال.
ما قبل الختام:
احذر أن يدخل قلبك نقطة شك بقدرة الله الإعجازية لتبديل أحوالك و شفاء روحك و رضى نفسك و اطمئنان قلبك .
أما الختام:
أكثر من تواصلك مع الله ، لا تقطع صلتك معه ، حين تضيق قم بالصلاة و حين تتبعثر قم بالصلاة، حين تُخذل قم بالصلاة ، حين تعصي الله قم بالصلاة ، حين تفرح قُم بالصلاة.
الصلاة حياة و الصلاة ملجأ و الصلاة شكر.