طارق بورسلي يكتب: طبقوا «البصمة» على المعلمين!
بقلم : طارق بورسلي
طالب ديوان الخدمة المدنية وزارة التربية بضرورة تطبيق البصمة على العاملين في المدارس، وهذا يشمل المدرسين بطبيعة الحال، وقانونيا، هذا القرار يعمل على تثبيت المساواة بين جميع موظفي الدولة، من حيث الالتزام بالعمل وساعات الدوام المحددة مقابل ما يؤدونه من عمل يتقاضون عليه رواتبهم، ولكن مهنة التدريس لها طبيعة خاصة جدا ومختلفة من كل النواحي عن جميع المهن الاخرى، ذلك ان عملهم قائم اصلا على حصص دراسية أسبوعية تحدد لهم بجداول ولا يتم تحديد ساعات عملهم بالساعات السبع الملزمة يوميا لموظفي الدولة، وإلا لقلنا انه بتطبيق البصمة فإن على كل معلم ان يؤدي 7 حصص في اليوم، بمعنى ان نصيبه من نصاب الحصص الاسبوعي سيكون 35 حصة، وهذا امر لا يستقيم لا مع المنطق ولا مع طبيعة مهنة المعلم.
أعلم ان وزير التربية أعلن رسميا رفضه لتطبيق البصمة على المعلمين وأنه ساق مبرراته لهذا الامر، وهو امر جيد ان يقوم وزير التربية بالدفاع عن شريحة عريضة من موظفي وزارته.
ولكن لنعد الى الواقع التعليمي في البلاد، بعيدا عن البصمة ومطالبات ديوان الخدمة المدنية لها، فهل حقا لنا نظام تعليمي ناجح؟!
لا يمكنني ان أجيب إلا من واقع التقارير المختصة والأممية التي رصدت الحالة التعليمية في الكويت، فجامعة الكويت مثلا في ترتيب متأخر جدا على مستوى الجامعات الإقليمية والعالمية، بل انها لم تدخل ضمن الـ 600 الأولى في سلسلة ترتيب الجامعات على مستوى العالم، هذا وهي الجامعة الحكومية الوحيدة في بلد يعتبر من أغنى بلدان العالم.
وكذلك كشف تقرير اليونيسكو الأخير ان مستوى التعليم متدن في البلاد، وبصراحة هذا الامر لا يخفى على احد فهناك طلبة وصلوا الصف العاشر وهم لا يجيدون القراءة والكتابة بشكل جيد.
المشكلة ليست في المدرسين ولكن المشكلة كانت دائما في المناهج، المناهج ليست بحاجة الى اعادة نظر بل نسف كامل، وان يعاد التدريس بمناهج جديدة، ولست انا من يقول هذا الكلام بل ان المدرسين المحترفين والموجهين لأغلب المواد يرون ان اغلب المناهج لا تتناسب مع متطلباتنا لانها مناهج مستوردة من الخارج وتفتقد أدنى مقومات التعليم، والأكثر أهمية هو طريقة تدريس المناهج، بل وطريقة عمل المدرسين التي تفرضها عليهم الوزارة احيانا من كتابة تقارير وتحضير وتولي أمور ادارية يجب الا يتولاها المدرسون، فالمدرس مهنته التدريس فقط وليس الاعمال الادارية المملة، وانا واثق بأن المدرسين في الكويت على درجة عالية من الكفاءة، ولكن المشكلة في المناهج في المحتوى الذي يتم تدريس أبنائنا به.
ومع هذا يأتي ديوان الخدمة المدنية ليطالب المدرسين بالبصمة! عدلوا المناهج وانتشلوا الجيل الحالي من أبنائنا الطلبة من أمية القراءة والكتابة الجزئية وأعيدوا تأهيلهم في تعلم اللغة العربية بشكل أفضل.
قبل الختام: مع اكتمال عودة ابنائنا الطلبة لمدارسهم نسأل الله عز وجل لهم ولمعلميهم التوفيق والنجاح وعلو الهمة انه ولي ذلك والقادر عليه.
كلمة أخيرة: رحم الله والدتي الغالية وجعل الفردوس مثواها.. آمين.
[email protected]
BoresliTariq@
المصدر : الانباء