أ.د. بهيجة بهبهاني تكتب: إعصار «إيرما».. ومكتبنا الثقافي
يعتبر المكتب الثقافي لأي دولة متقدمة هو المرآة العاكسة لمستوى حضارتها ولدرجة تطورها، حيث يختص المكتب الثقافي بـ«الاشراف على جميع الطلبة الكويتيين المبتعثين في مقر البعثة، سواء كانوا طلبة بعثات وزارة التعليم العالي أو دارسين على نفقتهم الخاصة بإشراف الوزارة، أو موظفين تم إيفادهم من قبل ديوان الخدمة المدنية وجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، والوزارات والمؤسسات الحكومية أو الخاصة وغيرها».. ولهذا تقع المسؤولية على المكتب الثقافي للتواصل مع هذه الاعداد الكبيرة من المبعوثين ومتابعة مستواهم الدراسي وتقديم العون لهم عند مواجهتهم أي مشاكل.
ومن أهم اختصاصات المكتب الثقافي «إعداد ملفات أكاديمية للطلبة تتضمن كل بياناتهم»، ومنها أرقام الهواتف والبريد الإلكتروني للتواصل السريع معهم في حالات الطوارئ. وتناقلت وكالات الأنباء الأميركية بتاريخ 2017/9/3 خبراً عن احتمال ضرب «إعصار ايرما» ولاية فلوريدا بتاريخ 2017/9/7، وذكرت أنه من المتوقع أن يكون أسوأ إعصار يمر بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وبدأت هذه المحطات تحذر منه وتنبه للاستعداد له، وبدأت عمليات إجلاء السكان بالطائرات وبالسيارات، وكذلك تمت اقامة ملاجئ تتوافر بها ضروريات الحياة لمن لا يستطيع المغادرة. ومع كل هذه التنبيهات، وإن صحّ ما قيل، ظل مكتبنا الثقافي، كما صرح نائب بالبرلمان وبعض الطلبة في وسائل التواصل الاجتماعي، متجاهلاً لابنائنا الطلبة المبعوثين والمتواجدين في منطقة الاعصار. ولقد أبلغت إدارة الجامعة الطلبة مباشرة بعد التحذير الرسمي ومن خلال رسائل بالبريد الإلكتروني معلومات تفصيلية عن الإعصار، ووضحت لهم الاستعدادات التي يجب الالتزام بعملها، وتعاون الطلبة الكويتيون والطلبة الخليجيون معاً لتوفير المتطلبات الأساسية للنجاة بحياتهم من هذا الاعصار المدمر، ولم يقم مكتبنا الثقافي بالتواصل مع الطلبة والظهور الاعلامي الا بعد ما يقارب مرور الأسبوع على التحذير الرسمي من الاعصار، وبعد انتهاء طلبتنا من الاستعداد لهذه الكارثة من خلال توجيهات ادارة الجامعة لهم رغم انها كانت في يوم اجازة!
إن راتب الملحق الثقافي والمميزات الممنوحة له هي من المال العام، ومن حقنا أن نسأل ونتساءل: كيف يتم اختيارهم؟ وكيف يتم التفاضل بين المتقدمين لهذا المنصب المهم؟ حتى لا يطول أبناءنا الطلبة اعصار ويسبب لهم أي ضرر.
أ.د. بهيجة بهبهاني