د. حليمة ابراهيم الفيلكاوي تكتب: لا يكن بيتك عنكبوتياً
استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي اكتساب شعبية كبيرة من قبل مستخدميها خلال فترة وجيزة ، فبالرغم من الجانب الايجابي لها من تسهيل التواصل بين الأهل والأصدقاء،والاطلاع على ما يستجد من علوم، وغيرها ، الا أن لها جانبا سلبيا جعلها من أكثر الوسائل خطورة، فنلاحظ بأن نسبة كبيرة من الشباب أصبح يتسابق لعرض الحياة الخاصة به وذلك لتحقيق أكبر درجة من الإعجاب ،فانعدمت الخصوصية عند بعض مستخدمي هذه المواقع. وأصبح من السهل على الغرباء الاطلاع على أدق التفاصيل الخاصة.
لوحظ في إحدى الدراسات أن مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها «إنستغرام» و«سناب شات» هي من أكثر المواقع الاجتماعية المؤثرة على الشباب ذلك لاستخدامها- لدى أغلب الشباب- بشكل خاطئ ومبالغ فيه بهدف الشعور بالأهمية. إذ لا يتوانى الناس عن وضع كثير من معلوماتهم الشخصية و صورهم و مقاطع الفيديو الخاصة بهم أو بأسرهم على شبكة الإنترنت، مما يؤَلِّفُ خطراً لا يستهان به على حرمة حياة الناس الخاصة من الانتهاك .
لقد استولت مواقع التواصل الاجتماعي على حياتنا، وغيّرت المفاهيم الخاصة بالحياء والخطوط الحمراء ، فلم يعد مفهوم العيب موجودا بين أفراد المجتمع وخاصة بين االعنصر النسائي، فما كان محرّما في الماضي أصبح مباحا ومتداولا على هذه الشبكات، فنرى التباهي وحب الظهور، وللأسف الشديد نلاحظ بأن هناك من الزوجات من يقمن بعرض خصوصياتهن ويعبّرن عن مدى حبهن لأزواجهن، أو استعراض الأبناء، وجمال البيت، والملابس،والمناسبات المختلفة والرحلات العائلية وذهابها وسفرها وخروجها ….الخ . و قد يرجع السبب الى عقدة النقص، و التباهي ولفت الانتباه. والتنافس بين النساء قد يكون وسيلة لإثارة غيرة النساء في ما بينهن.
عزيزتي الزوجة ان التدني في مستوى الوعي بين السيدات أصبح ملحوظا ، وهذا امر ليس له علاقة بالتعليم، فأغلب النساء اللاتي يقمن بهذه الممارسات هن ذوات مستوى تعليمي جامعي، إلا أنهن لا يمتلكن الوعي الكافي، فحياتك الخاصة خط أحمر يراعى عدم نشرها نهائياً ، حافظي على أسرار بيتك وحياتك الشخصية فليس هناك أجمل من حياة شخصية مغلفة بالسرية لا يقرؤها إلا أصحابها فقط. فلا تجعلي بيتك أهون البيوت وأضعفها.
د. حليمة ابراهيم الفيلكاوي
Email: [email protected]