كتاب أكاديميا

“كاريزما رجب وبلاد العم ترك ” | كتب: داود جوهر

استطاع السيد رجب طيب أردوغان بكل اقتدار وامتياز ،، القيام بانقلاب تنموي واستثماري وفق أساليب متعملقة منذ بلوغ حزبه إلى السلطة في بلاد العم ترك .. 
بدأ أردوغان تفعيل مبدأ التمدن من الريف إلى المدينة ،، محولا نسبة المدنية إلى 80‎%‎ خلال سنوات ..
كما استطاع مد أنسجة الخيوط العنكبوتية التي بلغت أقصى أوروبا ،، كما استغل بوابة الشرق الأوسط جغرافيا ،، وطرَق حلقة شمال أفريقيا ،، ولم يتردد عن آسيا الوسطى ،، في واحدة من أروع العلاقات والصداقات الدولية ..
واستغل تلك الأنسجة الضوئية العنكبوتية ليجعل من بلده تركيا محورا استثماريا رئيسيا حول العالم ،، بوجود عامل الثقة ووفق العمل الإجتماعي المشترك والحر ..
ويقينا .. كانت تركيا تعيش في أزمة شبه مميتة من الفساد الإداري والمالي بعقول صماء تضر ولا تنفع ..
ليبدأ حزبه حزب العدالة والتنمية باستغلال عوائد الخصخصة المالية والإستثمارات القائمة على البيروقراطية بشكلها القويم ومفهومها السليم وتطبيق القوانين بالقوة لجعل المجتمع أكثر تنظيما بهدف إتمام العمل على أفضل وجه ،، وكان له ما أراد ..
وبالفعل .. تمكن هذا الرجل من تسديد كافة الديون الخارجية التركية التي هشمت بالبلاد وقصمت ظهر العباد ،، والبالغة 700 مليار دولار بمعركة إقتصادية شرسة تحدى من خلالها البنوك الدولية واعتماداتها ..
ولم يلبث حتى نقل فحوى طرائق التنمية الإقتصادية والإجتماعية إلى التنمية التربوية والتعليمية ..
فقد بلغ عدد الفصول الدراسية في المدارس 200 ألف فصل دراسي بمسعى طلابي 20 طالب لكل فصل ،، مدعمة بخدمة إيصال النت بكافة مدارسها ..
إضافة إلى تشييد 1058 صالة رياضية في المدارس والمؤسسات الدراسية و 35 ألف مختبر علمي للكيمياء والفيزياء ..
وقد بلغت عدد المكتبات 21 ألف مكتبة مدرسية ،، في حين بلغ السكن الطلابي 110 ألف مسكنا ،، إضافة إلى توزيع الكتب الدراسية بكافة المراحل التعليمية وللمرة الأولى بالمجان ..
وعلى صعيد الجامعات والكليات فقد بلغ عددها 195 جامعة معتمدة في بلاد السيد رجب طيب أردوغان بواقع جامعة في كل مدينة ،، بحيث تغطي المدن ال 80 في كافة أرجاء تركيا بهدف تغطية مقاعد 1.5 مليون خريج سنويا من المرحلة الثانوية النهائية ..
وبسبب الإدارة الذكية والعقلانية قامت الإصلاحات القضائية وبالأخص على مستوى الأسرة بسرعة إصدار الأحكام ،، بدلا من تكدسها سنوات عجاف بلا داع .. 
كما قام بمشروع زراعي حقق من خلالها زراعة 3 مليار شجرة ونبتة في كافة أرجاء البلاد ..
ولم يكتفي رجب السيد ؛؛ حتى قام بصناعة السيارات وقطع الغيار والطائرات بلا طيار تمهيدا لإصدارها خارج البلاد ،، إضافة إلى صناعة الأسلحة والمعدات العسكرية ..
بلغت عدد المطارات في بلاد أردوغان 50 مطارا داخليا ،، في حين تم زيادة عدد الطرق المزدوجة لإتجاهي السير بهدف تخفيف الإزدحام المروري حتى بلغت أطوال الطرق المرورية الى 23 ألف كم ..
وتابع السيد رجب مسيرته بتشييد مسارات طرق السكك الحديدية من أقصاها الى أقصاها ،، علاوة على بناء مليون وحدة سكنية جاهزة للمواطنين .. 
وعلى مستوى السياسة المالية والإقتصادية ؛؛ فإن الأزمة المالية العالمية التي عصفت بأكبر إقتصادات دول العالم وتحديدا في 2008 ،، لم تكن لها أية آثار تذكر على الدولة التركية نتيجة سياسة الحرص الإقتصادي والمالي المميز ..
بل وعلى النقيض ..

قام رجب طيب بزيادة كافة الرواتب وعمل البنى التحتية ليرتفع دخل الفرد اليومي بإضافة 2 ‎%‎ عن سابقاتها..
وقامت حكومته الغراء برعاية المعاقين وفق قوانين إنسانية ،، ومساعدات الأرامل والمسنين ومنح التأمين ضد البطالة لتغطي 1.5 مليون مواطن ،، وأيضا قام بصرف رواتب شهرية لفئات شديدي الإعاقة إضافة إلى بناء المؤسسات الخاصة لهم ،، ناهيك عن الإهتمام بعوائل الشهداء العسكريين لترجع إيجابا على طبقات المجتمع كافة ..
وعلى مستوى الإنفتاح السياسي الخارجي ،، قام ببناء علاقات جيدة والإنفتاح على العالم ومسايرة التطورات الإقليمية والمحافظة على الإستقرار ،، حتى أصبحت الرؤية السرّ لإنجازات النهضة التركية قائمة على التماسك وفق مفهوم بناء وطن جديد على الرغم من تعدد الطوائف والأصول ..
وأخيرا .. إصدار قانون متابعة تقييم الشعب للنظام بهدف خدمة الأمة واستثمار الشباب الذين تجاوزوا حاجز ال 60 ‎%‎ ..
وهكذا يكمن سر النجاح التركي باستغلال مبدأ السياسة لخدمة الشعب لا حاكمة عليها ،، وتحويل الأزمة التي مرت بها تركيا إلى كاريزما قائد ،، شد حيازيمه وعمل بصمت لنهضة بلده ،، والتي كانت سببا في سداد كافة الديون المتراكمة عليها منذ عقود ..
ولم يكتفي عند هذا الحد فحسب ،، 

ولكنه في صراع وتحدي مع الزمن ،، استطاع أن يصل بالإحتياطات التركية في بنوكها حاليا إلى أكثر من 111 مليار دولار ،، بعدما كانت دولته مدينة بالرقم المهول الذي ذكرناه ..
وهكذا .. تبوأت تركيا المقعد رقم 16 على مستوى دول العالم صناعيا ،،

والمقعد رقم 7 على مستوى دول آسيا ،، وبذلك انضمت إلى الدول الصناعية ال 20 عالميا ..

رسالة نوجهها إلى المسؤولين ،، لدينا باتخاذ خطوات وإجراءات مماثلة كتلك العقلية الفذة ؛؛ فما إن قدم إلى السلطة حتى قال كلمته التاريخية ..

” نحن حكومة جاءت لتعمل لصالح الناس لا لتكذب عليهم ” !!!! 
نعم .. 

بدأت بكاريزما قائد نهض ببلده ،، وتخلص من عبئ مديونيتها ،، وزخم بمنطومة التعليم تحت شعار الإنسان التركي هو المفتاح …
أرفع قبعتي لهذا الرجل إقتصاديا واجتماعيا وتنمويا وتربويا ،، بغض النظر عن أية أمور أخرى ،، لسنا بالصدد عنها ..
              
داود جوهر

عضو هيئة تدريب 

مدرب دولي معتمد

كلية التربية الأساسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock