كتاب أكاديميا

متعلمين ,, ولكن .. رجعيين

 

IMG 4122

لا يمتلأ كالطبل خـاوٍ أجوفٍ .. بغبائِـه قفلٌ كـما يـُتَوَقّعُ

في الشكلِ إنسانٌ وإنْ جالسته .. بغل وثور أو حمار يَرتَعُ ..!

كثير من الطالبات للأسف كأن الجاهلية في عقلهن وسوءها في خلقهن وفحشها في حديثهن .

كم يتملكني السخط ويلفني الحنق وربما الغضب في أحيان أخرى ، عندما أستمع لأحاديث بعض الفتيات داخل القاعات الدراسية أو أقرأ تعليقاتهن عن الدكاترة في مواقع التواصل الاجتماعي ، فتقول إحداهن عن الدكتور المُنضبط : ” قبّح الله وجهه لا يمرَض ولا يعتذر ولا يغيب ” وهذه الدعوة فقط لأنه ملتزم بلوائح الجامعة حول الغياب والحضور ولا يتخلف عن محاضراته التي يلقيها ، عِوَضاً عن الدعاء له لتقديره عقول طالباته واحترام وقتهن .

ثم بعد ذلك نرى أخريات يشتمن الأستاذ بأشد العبارات قُبحاً وما السبب ؟ لأنه إنسان ذو ذمة وضمير يخاف ربه قبل العالمين ، لأنه عند تصحيح الاختبارات دقيق ولا يجعل الجواب الخاطئ صحيحاً والصحيح خاطئاً ، يقلن عنه : أنه ظالم وأخريات يقلن عنه أنه صاحب ذمة وضمير زيادةٌ عن اللازم ..!

ثم بعد ذلك تنفجع أكثر عندما تقرأ في مواقع التواصل الاجتماعي تعليق كُتب عن أحد الأساتذة المحترمين ” أنه ذو أَنَفه متكبر ومتسلط ” ذلك فقط لأنه لم يجعَل المحاضرة كمجلس لهو ولعب يكثر فيه المزاح واللغو “

ناهيتكم عن ماوصلن إليه في من عنصرية في أحاديثن عن الأساتذة فالبعض يميز البدو عن الحضر والعكس ، والبعض يسب ويشتم الأساتذة من الجنسيات الغير كويتية وكأن الكويتي إنسان مقدس فاضل معه صك دخول للجنة !! فتقول عن الدكتور الغير كويتي إنه وافد والأخرى تقول عبد للمال ، أي عبد للمال تقصدين وهو يؤدي رسالة سامية لو حفت قدماك ألف سنة لما إرتقيتي لمنزلته ، والأنكى من ذلك عزيزي القارئ أنني سمعت هذه العبارة من إحدى الإداريات في أحد المدارس وهي التي أخذت تفرغ دراسي لتكمل تعليمها وتصبح مدرسية وغايتها كانت أن يصبح راتبها الشهري كراتب المعلمة ، أي أخت جهالة هي ؟

إلى متى تعيبون وأنتم معيوبون بذات العيب الذي عبتموه ؟

يا لهُ مِن مستوى مخزٍ وصلنا إليه ، فقد أصبح الإنسان الذي يحترم عقول من أمامه غير متفهم ، والأستاذ العادل أصبح ظالم والذمة والضمير أصبحت شيء مستهجن غير مرغوب ، والأستاذ الرزين متكبر ، فنرى الشتائم تكثر والدعوات تنهال على الأساتذة لعمري لو أنكن ذهبتن لمكة المكرمة وطفتن بالكعبة مرارة ودعوتن على هؤلاء الأساتذة بدعوة بغير محلها لن تستجاب لكن ولو فعلتُن ذلك دهراً ، حقاً عارٌ عليكم .

أي أُخيّة : إن القَمين والجدير بالإنسانة المثقفة أو التي تنتمي لأي جو ثقافي أن تنتقي كلماتها تِزنها قبل إخراجها ويكون لها فكر عميق ورؤية صحيحة وموقف عادل ، ذات إنسانية عالية ، ولا تكون ذات عقل أجوفٍ خاوٍ لا يمتلئ ، إلى متى متعلمين ولكن رجعيّين ؟

بقلم : تحرير المطيري


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock