قسم السلايدشو

أكاديميون: تقليص الميزانية أضر بالتعليم.. والتربية تعاني من غياب الرؤية الاستراتيجية

  • الطلبة يدفعون فاتورة المقايضات السياسية

أكد عدد من الاكاديميين أن وزارة التربية مازالت تعاني من غياب الرؤية والاستراتيجية لافتين إلى أن ضعف المخرجات التعلمية بسبب عدم تأهيل واعداد المعلم وفق شروط المهنة وهذا خطأ كبير تقوم به وزارة التربية خصوصاً في ظل عدم وجود متخصصين في هذا الموضوع.وقالوا إن مدارسنا اشبه بالسجون بسبب الخلل في العملية التعلمية مؤكدين ان مستوي التعليم في جميع المراحل التعلمية يسير من سيئ إلى أسوأ داعين إلى ضرورة تطوير المناهج الدراسية في التعليم العام والخاص.وأضافوا أن الطالب الكويتي لا يلام على مستواه المتدني في ظل ما يعانيه التعليم في الكويت من التغيير وعدم وجود خطة واضحة وأزمات متكررة دون البحث عن حلول جذرية كما تطرقوا إلى العديد من النقاط المهمة في الشأن التعليمي وفيما يلي التفاصيل:في البداية قال مساعد نائب مدير الجامعة للتقييم والقياس خالد الفاضل ان التعليم يرتكز على أربعة أركان لا بد من توافرها وتكاملها للحصول على تعليم نوعي وهي المنهج والمدرس والطالب والبيئة ومما لا شك ان طلبتنا على مستوى عالٍ من الذكاء والاحترافية والدليل على ذلك انهم اذا ما اتيحت لهم الفرصة المناسبة تجدهم متميزون ومتفوقون على أقرانهم.ولفت إلى أن الطالب الكويتي لا يلام على تحصيل علمي متدني في ظل تكرار تغيير نظام التعليم ما قبل الجامعي وما يعانيه من أزمات دون الاعتماد على نماذج تعليمية اثبتت جدارتها في بيئات تتسم بظروف مشابهة لظروف بلادنا.وأضاف: فلا يمكن الأخذ بتوصيات البنك الدولي جزافاً لا سيما عندما تتطابق توصياته مع اختلاف ديمغرافية الدول الحاصلة على تلك التوصيات ولكي يكون التعليم متميزاً يجب ان يكون أولوية مطلقة في خطة الدولة لا أن يعاني من التقشف وعدم الصرف وتقليص الموازنات والتدخلات الخارجية أو يكون موضوعاً للمقايضات والفواتير السياسية وعدم التركيز على مطالب المدرسين والاستمرار بحرمانهم من الابداع.وقال إن هناك مدرسين لديهم طاقات وقادرين على النهوض بالعملية التعليمية ولديهم تجارب اثبتت جودتها في الساحة التعليمية ولكن في ظل الاستمرار بتطبيق السياسات والأفكار البالية في التعليم فلا يجد هؤلاء الفرصة لصقل مهاراتهم واثبات جدارتهم لافتاً الى انه من الأهمية بمكان ان تكون بيئة الدراسة محفزة وهذا يشمل المدارس والجامعات وكذلك محيط الاسرة فنرى أن مدارسنا أشبه بالسجون.وأكد ان الطلبة ينتظرون انتهاء الدوام ويتغيبون عن الدراسة متى ما كانت هناك أيام دوام فيما بين الإجازات وهذه ظاهرة خطيرة لها تأثير سلبي على جودة التحصيل العلمي وان للأسرة دوراً حيوياً ومهماً في خلق القدوة بالالتزام بالدوام والحرص على التعليم والتأكيد على المهنية وأخلاقيات التعلم.وأشار إلى أننا نحتاج إلى العمل الجاد لإصلاح الخلل في الجسم التعليمي ومتى ما ابتعدنا عن توظيف الثقافات التعليمية التي اثبتت فشلها في أوطانها ومتى ما كان التعليم هو الأولوية في سلم أولويات الحكومة والمجلس ومتى ما تم وضع الأسس الصحيحة لتقييم العملية التعليمية برمتها وقياس التقدم والتأخر فيها ومدى ارتباطها بالأهداف المرجوة منها فقط عندئذ يمكننا ان نتحدث عن تعليم نوعي في الكويت.ومن جانبه قال رئيس قسم التاريخ في المرحلة الثانوية بدر بن غيث إن التعليم في الكويت ليس سيئا وانما يسير ببطء نحو التطوير سواء بالمرحلة الثانوية او الجامعية لافتا الى ان ضعف المخرجات ليس بسبب المناهج بل لأننا في الأصل لا نعرف احتياجات السوق ولا حتى ما يحتاجه البلد فالكل يسعى أن يحصل على معدل تخرج عال ليضمن الدخول لتخصص جامعي حتى إن اضطر لدخول معهد سيسعى إلى وظيفة تناسب شهادته أو عن وظيفة مختلفة المهم أن يكون راتبها عالياً وهو بالطبع خلل تتدخل فيه ضغوط اجتماعية واقتصادية وتعليمية.وقال إن تطوير المناهج يجب أن يواكب تطوير المنشآت وتطوير المعلم حتى المناهج في الجامعة لابد من ان تكون حديثة تساعد على تكوين فرد متعلم لا مجرد حافظ للمعلومات.وبين أن وزارة التربية لا تستطيع لوحدها إنقاذ الأجيال والتعليم وعليها ان تستعيد ثقة المجتمع بها كمؤسسة تربوية تعليمية وأن تتخلص من الضغوط السياسية والاجتماعية وأن تمنح ميزانية أكبر مع تعاون وانفتاح مع مؤسسات تعليمية عالمية ومحلية تتابع كل ما من شأنه يحسّن من دور المدرسة كحاضن أساسي للمتعلم الذي يشكل مواطناً واعياً.وأوضح أن المناهج مع تعديلاتها تظل أسلوب تقويم الطالب نفسه حيث يعتمد على اختبارات نظرية تقوم على الحفظ وحتى الأسئلة المفتوحة أصبحت قوالب محفوظة ولابد أولا من اعادة النظر في طريقة تقييم الطالب وكذلك علمياً وليس صحيحا وجود تشعيب أدبي وعلمي.وأكد أن غياب الرؤية هو دليل على عدم وجود قيادة تستطيع الاستمرار لسنوات فنحن سنوياً نتعرض لضغوط وتضارب تصريحات وتعليمات تجعلنا نضطر للعمل بجهود فردية واجتهاداتنا ونتعرض للمضايقات من الداخل والخارج فليس هناك مسؤول يتمتع بالشجاعة في الدفاع عن المعلم المحارب الأول في معركة التعليم والتنوير في أي مجتمع.وأوضح انه لو عدنا لتاريخ التعليم في الكويت سنجد بأن المتنورين من أهل الكويت اجتهدوا وعملوا تحت رؤية واضحة حتى تحول التعليم في الكويت إلى مدارس صنعت أجيالاً نقلت الكويت من مجتمع بالعالم الثالث لمجتمع متحضر في كل المجالات بل متفوق فيها.وبدوره قال أستاذ المناهج في كلية التربية الأساسية هاني القطان ان مستوى التعليم في الكويت سيئ وينحدر إلى الأسوأ في جميع المراحل التعلمية لافتا الى اننا بحاجة الى تطوير المناهج الدراسية على مستوى التعليم العام والخاص.وبين ان التطوير لا يمكن ان يتم إلا من خلال دراسة تربوية تحتاج الى سنوات وليس شهراً أو شهرين خصوصاً ان السنوات الماضية تم تطبيق منهج الكفايات في الكويت لافتا الى ان المقصود بكلمة منهج ليست الكتاب المدرسي الذي يعد جزءاً من الوسائل التعليمية.وقال اذا اردنا ان نحقق رؤية واضحة تواكب التعليم يجب علينا أن نبذل جهداً من خلال دراسات تربوية لجميع المناهج وأهدافها ومن ثم ايجاد منهج جديد متوافق عليه حسب الدراسة لافتا الى ان وزارة التربية مازالت تعاني من غياب الرؤية والاستراتيجية.وأكد أن أسباب ضعف المخرجات التعليمية في الكويت كثيرة منها على سبيل المثال عدم تأهيل واعداد المعلم وفق شروط ومعايير المهنة بالإضافة إلى حشو المناهج بالمعلومات لأننا نحن نتجه إلى النظرة التقليدية خاصة أننا نرى المنهج بأنه كتاب وعندما نغير يتم تغيير الكتاب فقط وهذا خطأ كبير تقوم به وزارة التربية.وبدوره قال أستاذ الإدارة والتمويل في جامعة الكويت تركي الشمري ان كلمة مخرجات التعليم سيئة ويشوبها الكثير من الشك والريبة لأن الطالب لا ينقصه المعرفة ولكن ينقصه فقط الحافز في التميز لافتاً إلى ان البيئة الخارجية هي العامل الأساسي لدفع الطالب للتميز وانها أصبحت اليوم عاملاً للاحباط لذا نجد الطالب متدني المستوى.وقال انه يوجد لدينا مناهج دراسية ممتازة جداً والدليل على ذلك ان نسبة كبيرة من الطلبة يدرسون في الخارج ومستواهم لا يقل عن الطلبة الأجانب سواء في أميركا أو أوروبا وهذا يدل على كفاءة المناهج الدراسية في وزارة التربية بالإضافة إلى طلبة البعثات والماجستير نجد انهم يحصلون على درجات عالية وهذا دليل على قوة النظام التعليمي في الكويت.وتابع: إذا زالت المسببات التي خلقت بيئة غير متوازية للوضع ستسير الأمور في نصابها الصحيح وسيكون لدينا رؤية واستراتيجية وان كنا عندما نأتي إلى التطبيق والواقع العملي نجد هناك ثغرات كثيرة تتعلق بعدم وضع الموظف المناسب في المكان المناسب ونجد هناك محاباة في جميع الأنظمة الإدارية الموجودة في الكويت سواء في الوزارات أو غيرها لافتاً إلى ان المجتمع انتكس ورجع إلى الخلف بسبب الواسطة والمحسوبية.وأشار إلى ان التعليم في الكويت وصل إلى مرحلة انتكاسة بسبب عدم قيام القائمين عليه سواء في التعليم الأساسي أو الجامعي بواجبهم على أكمل وجه لفقدان الحافز أو الدافع لديهم للتميز في أعمالهم على الرغم من وجود كفاءات عالية في المدارس والجامعات لافتا إلى ان ضغط المجتمع على الإدارات التعلمية في الكويت جعلها فئة دون اخري واصبح الكثير من الأساتذة لا يحصل على حقوقه ونتج عن ذلك انخفاض التميز والدافعية في العمل ونقص المجهود لعدم وجود مبدأ الثواب والعقاب.وقالت معلمة اللغة الانكليزية في المرحلة المتوسطة شيرين الخس إن التعليم في مراحل ما قبل الجامعة دون الجيد مع الأسف الشديد أما بالنسبة للجامعات فمن خلال مشاهداتي استطيع القول أن مستوى خريجي كلية التربية اجمالاً دون المأمول من ناحية الالمام بالمادة العلمية وهذا الرأي تكون لدي من خبرة شخصية ولا أستطيع القول إنه صائب كلياً وينطبق على الجميع.واوضحت اننا بحاجة إلى ثبات واستقرار وجدية وحرفية أكثر من حاجتنا إلى تطوير المناهج التي هي في غالبيتها جيدة لافتة الى انها تحتاج فقط الى ازالة الحشو الزائد وطريقة الامتحان تحتاج إلى إعادة نظر بالإضافة إلى اننا نحتاج إلى توعية المجتمع بأهمية العلم والثقافة.وقالت إن أسباب ضعف المخرجات التعليمية تتمثل في قلة وعي المجتمع لأهمية العلم لافتة إلى انه مع الأسف الشديد أغلب أولياء الأمور يحرصون على نجاح أبنائهم دون اكتراث بما اكتسبوه فعلياً من مهارات ومعلومات وإدارات المدارس تهتم بالأنشطة من معارض ورحلات واجتماعات وفعاليات دون اهتمام حقيقي بمستوى أداء المعلم داخل الصف ما جعل الكثير من المعلمين يلجأون إلى القيام بالأنشطة لضمان تقدير عالٍ في نهاية العام مع اهمال ما هو مطلوب منهم فعلياً كمعلمين.وأوضحت ان الدورات التي تعقد للمعلمين سواء الجدد أو التنشيطية هي سطحية وغير مفيدة في مجملها حيث لا تهتم تواجيه المواد المختلفة بمحتواها بل المهم أنهم قدموها مشيرة الى أن عدم اعطاء المعلم المكانة والاحترام جعل التعليم يفقد هيبته وجديته في أعين الطلبة اجمالاً فغاب دور المعلم كقدوة يحتذي بها الطلبة إلا من رحم ربي وأيضاً عدم مصداقية عدد لا يستهان به من المعلمين في رصد درجات الشفوي للطلبة وتهاون الكثيرين في المراقبة في لجان الامتحانات يساهم في عدم حرص الطلبة على الدراسة الجدية.وأكدت ان غياب الرؤية والاستراتيجية الواضحة في التعليم سببها الأكبر هو تغيير القيادات المستمر بحيث نرى بعد كل تدوير أو توزير تغييراً جذرياً جوهرياً يمس التعليم ولابد أن يكون لوزارة التربية رؤية ورسالة واستراتيجية ثابتة لا يتم تغييرها بشكلٍ كلي لكن من الممكن التعديل أو اجراء تغييرات طفيفة وادخال تحسينات عليها مع الأخذ بعين الاعتبار آراء العاملين على الأرض والمسؤولين عن تطبيق هذه الاستراتيجيات فعلياً أي المعلمين والمعلمات.وقالت نحتاج إلى الكثير من الوعي على كل المستويات سواءً كانت فئة المخططين والمسؤولين عن وضع الاستراتيجيات والمناهج على مستوى إدارات المدارس والتوجية والجهة التنفيذية من معلمين ومعلمات واولياء الأمور والطلبة لافته الى اننا نحتاج الى إعادة تفعيل دور المعلم كمرب وقدوة للطلبة وعندها سنرى الكويت في مصاف أرقى الدول على مستوى العالم في التعليم.Alshahid


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock