كتاب أكاديميا

د. بهيجة بهبهاني تكتب: البرلمان الطلابي صمام أمان للكويت

 

ان ما يحدث حولنا من تغيرات سريعة في الدول المجاورة لنا وفي العالم أجمع، التي تتضمن أحداثا إرهابية، وبتوفر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تجعل العالم قرية صغيرة، لدى جميع الفئات العمرية، ومنها الشباب، وهم في فورة الحماس وقمة الاندفاع، يلزمنا بضرورة استحداث برلمان طلابي، بدءا من المرحلة الثانوية مع استمراريته في المرحلة الجامعية.
والبرلمان الطلابي هو مجلس يتألف من مجموعة من الطلبة يناقش القضايا الطلابية والقضايا المجتمعية، وله دور أساسي في تفعيل جميع المناسبات داخل المؤسسة التعليمية، وإعداد الحملات التوعوية المتنوعة حسب ما يحتاجه المجتمع في مجال الأحداث. ويكون رئيس المجلس الطلابي عضوا في مجلس الكلية، ويترشح لعضوية البرلمان الطلبة المتفوقون، المشهود لهم بحسن السير والسلوك، الذين تم فوزهم بالانتخابات الجامعية من خلال الممارسة الحقيقية لكل مراحل العملية الانتخابية، وذلك بهدف تعريفهم بمضمون الديموقراطية الحقة، واطلاعهم على حقوقهم وواجباتهم بالدولة. ويقوم أعضاء البرلمان الطلابي بعقد أنشطة وفعاليات هادفة، تهدف الى تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة بكل أشكالها، ولتوعية الطلبة بأهمية الانتماء للوطن، الذي يفوق انتماؤه لجوانب اخرى من الحياة وتعريفهم بكيفية التعامل مع أزمات الحياة بإشراف الاساتذة و المعلمين، والتمسك بتطبيق الدستور عند تعارض المصالح وتعدد التوجهات. ويقوم البرلمان الطلابي بتدريب الطلبة على كيفية ضبط النفس وتقبل الرأي المخالف لرأيهم واحترام أفراد المجتمع وعدم التعرض للمخالفين لهم في الدين أو الطائفة أو الاصل، بالإضافة إلى قدرتهم على إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجههم في حياتهم الجامعية والعملية.
ان دور المؤسسات التعليمية لا يقتصر على التربية والتعليم، كما يجب ان يتضمن تدريب الناشئة على التعامل الإيجابي مع الأحداث العالمية، التي اصبحت، ومن خلال التقنيات الحديثة، نافذة مفتوحة أمام كل الفئات العمرية.
لذا يجب تزويد هذه النفوس الغضة بمتطلبات الشخصية التي تملك الفهم الدقيق لمجرى الأحداث السياسية بالعالم، بحيث لا ينقاد للتفاعل اللاسوي تجاهها.
ان وجود البرلمان الطلابي، بإشراف الأساتذة والمعلمين وتوجيهاتهم، سيضمن للكويت إعداد جيل باستطاعته ضبط النفس أمام الأحداث التي تواجهه، ما سيؤدي الى صقل شخصياتهم ليكونوا بالغد قيادات متميزة بالدولة وبهذا يكونون ساعدا للوطن.
ان المستفيد الأول من هذه التجربة الديموقراطية الطلابية هو المجتمع، الذي يعتبر الطالب جزءا منه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock