فيحان العازمي يكتب: التعليم ما بين المهم والأهم
في خضم ما تعانيه العملية التعليمية لدينا في الكويت من فواجع وكوارث على صعيد البنية التحتية للمدارس وايضا على صعيد رأس العملية وهو المعلم، تعاني وزارتنا ومناطقنا التعليمية من عدم وجود قرار صائب يدفع في صالح تطوير بناها ومعلميها.
فمن خلال ما نرى من خطط تلو خطط توجه للمعلمين صباح كل يوم وتعليمات وارشادات بأعمال مكتبية واهداف اجرائية ومعرفية ووجدانية ونفس حركية لكل درس لا يجني من وراءها المعلم سوى ضياع وقت الدرس في تطبيقها وايضا ضياع وقته الخاص بدلا من ان يستثمره في تزويد عقله وفهمه بالمزيد من المعلومات التي تصب في صالح الطالب وعلمه.
ان الاعمال الجانبية التي يكلف بها المعلم هي مجرد اعمال على الورق بل هي شكليات لا جدوى ولا فائدة منها بل وان هذه الاعمال الورقية لا تصب نهائيا في صالح العملية التعليمية بل نجد الطالب مشتتا بين جوانب الدرس وبالتالي يجد الطالب نفسه فريسة سهلة للدروس الخصوصية.
السؤال هو ما الهدف الاساسي من الادارات المطورة التي تهتم بها مناطقنا التعليمية هل الهدف الاساسي منها هو المعلم ام المتعلم، فعندما تنظر الى معايير الادارات المطورة فهي تختلف كليا عما يعمل به داخل أروقة المدارس، لتتطور العقول المسؤولة ثم نبحث عن تطوير الادارات، فلقد اصبح الاهتمام بالمظهر والأوراق والخطط أكثر من الاهتمام بالجوهر وهو المعلم والمتعلم.
فمن سلبيات الادارة المطورة، تكليف المعلم بأمور كثيرة تعيق اداءه في العملية التعليمية بانشغاله عن المحور الرئيس وهو الطالب وذلك بأمور أخرى ليست لها اهمية، ايضا الزام رئيس القسم بسجلات خاصة تخالف سجلات التوجيه وذلك يعتبر عبئا آخر على رئيس القسم، ايضا رؤية هذه التطوير غير واضحة وآليات التقييم مختلفة عن النسخة الاصلية المقدمة من البنك الدولي، وبالتالي فهناك ضغوط وتكليفات كبيرة يكلف بها الطالب ترهقه وتضيع وقته كما انها مرهقة للاسرة.
ايضا الاهم من ذلك ان البيئة العملية التي تطبق بها هذه البرامج غير مدربة على هذه التكليفات وهي تحتاج الى عقد ندوات ودورات تدريبية يومية للاستفادة منها.
ان ما ينقص بيئتنا التعليمية في مدارسنا ليس تطبيق خطط مستوردة بحذافيرها دون النظر الى صلاحيتها من عدمها ايضا دون النظر في حاجة المجتمع التعليمي لها يجعل منها مضيعة للوقت والمال فما ينقصنا هو التدريب والتعليم وغرس القيم الفاضلة ، حفظ الله الكويت وأميرها وأهلها من كل مكروه.