ا. د. بهيجة بهبهاني تكتب: العمل التطوعي.. مقرر دراسي
يعتبر العمل التطوعي الوسيلة الأكيدة لتعزيز الانتماء الوطني، واكساب الناشئة الشخصية الوطنية التي تبادر إلى خدمة الوطن والمجتمع وتكسبهم القدرة على التعامل مع الآخرين، لذا كان من الضروري تضمينه في صحائف التخرج للطلبة كمقرر دراسي لا ترصد له وحدات دراسية ولا درجات، ولكن يكون إلزامياً على الطلبة إنجازه بعدد معين من الساعات لخدمة المؤسسة التعليمية أو المواقع المختلفة بمناطقهم السكنية كتطبيقات عملية: في المسجد، دار الرعاية الصحية، الجمعية التعاونية، وغيرها.
وتعتبر كلية التربية الأساسية أول كلية تستحدث مقرر العمل التطوعي بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ولقد تقدمت -حين كنت رئيسة لقسم العلوم في الكلية- بمقترح لاستحداث مقرر «العمل التطوعي»، وقد وافقت لجنة الشؤون العلمية بالكلية برئاسة عميدة الكلية أ. د. دلال الهدهود، على تطبيقه العام الدراسي 2007 – 2008، على طالبات تخصص العلوم، ومن ثم تقييم نتائجه وتعميم المقرر على جميع الأقسام العلمية، وذلك بالتعاون مع الأمانة العامة للأوقاف و«صندوق وقف الوقت». وقد قمت وفريق العمل التطوعي بإعداد المحتوى العلمي لمقرر «العمل التطوعي» كالآتي: «تعريف الطالبة على مفهوم العمل التطوعي وأساليبه وأهميته، وعلاقة العمل التطوعي بتعاليم الدين الإسلامي، والتنمية المستدامة وحماية الشباب من الانحراف، إضافة إلى تقوية روح التعاون والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين». وتم تنفيذ الجزء العملي من المقرر في المكاتب النوعية بالكلية، إضافة إلى مكتبة الكلية. وكان من إيجابيات المقرر التطوعي مبادرة طالبات المقرر التطوعي في التعاون مع موظفات الكلية وزميلاتهن الطالبات، خصوصاً من ذوات الاحتياجات الخاصة، وفي تنظيم عملية التسجيل وإعداد الفعاليات والأنشطة المتنوعة بالكلية. ولقد تم تكريم أول دفعة طالبات اجتازت المقرر التطوعي بحضور الشيخة أمثال الأحمد الجابر الصباح، رئيسة مركز العمل التطوعي، والشيخة حصة بنت سحيم، رئيسة مركز العمل التطوعي في دولة قطر. ومن ثم توقف المقرر مع تغير العمادة. ولقد أعلن وزير التربية وزير التعليم العالي السابق د. محمد الفارس، عن «إدخال منهج العمل التطوعي في المناهج الدراسية، تنفيذاً لتوجيهات سمو أمير البلاد، حيث يجري حالياً إعداد هذا المنهج وتطويره ودراسة كيفية تطبيقه على مستوى المدارس».. ولا يوجد حالياً خبر عن مصير هذا المقرر..
إن مقرر العمل التطوعي يدرَّس حالياً في جامعات خليجية وعربية وأجنبية، فمتى يتم تدريسه في التعليم التطبيقي الذي يضم 40000 طالب وطالبة؟