كتاب أكاديميا

م.شهد الناصر تكتب : شهد الحياة 

لو تساءلت كيف تكون الحياة بلا أنثى، ستجدها حياة جامدة باردة باهتة بلا لون ولاطعم ولا رائحة، لن تجد فيها شاعراً ولا كاتباً ولا فناناً ولا عالماً، ستجد قيس بلا ليلى 

وعنترة بلا عبلة، فالأنثى هي الملهمة لكل الأشياء بل هي الأشياء فلا معنى للحياة من دون أنثى فهي معنى الحياة.
فكيف تحلو الحياة وتطيب من دون شهد الحياة، إنها شبيهة الياسمين تجدها حيث النقاء والبياض، إنها أرق المخلوقات ترضيها وردة وتقتلها كلمة، يالها من مخلوق عجيب فبالحزن جميلة لكن بالفرح تزداد جمالاً، لها رونق إن تكلمت ولها جاذبية إن صمتت 

تلك هي الأنثى رائعة في كل مراحل عمرها 

 ففي طفولتها تفتح باب الجنة لأبيها 

وفي شبابها تكمل دين زوجها 

وفي أمومتها تطبخ النور لأطفالها لتنير دروبهم بالأمل والإيمان لذلك أصبحت الجنة تحت قدميها، تلك هي الأنثى تتعامل مع الحياة بكل مرونة وفروسية فلا تصدق أن حياة هزمت امرأة فكيف لها أن تهزم من ترى أن العقبات ماهي إلا محطات لتصقل شخصيتها، تلك هي الأنثى متفائلة دائماً تنظر للحزن بأنه حالة مؤقتة ستعاش ثم تمضي، وتستقبل أقدارها بكل رضا وتحتضن أحزانها بابتسامة، تلك هي الأنثى حالمة تعلق قناديل أحلامها في كل ليلة لتغفو بسلام، تلك هي الأنثى مؤمنة بالله وتعرف أن اختيار الله لها هو أفضل من اختيارها تستخيره في كل شيء ولاتنحني إلا لله وحده وتضع امنياتها بسجدة، تلك هي الأنثى من ترى أن الثقافة ليست بالتقليد الأعمى، وإنما الثقافة هي ثقافة فكر وعقل مع محافظتها على قيمها الدينية الراسخة. 

تلك هي أينما حلت حل الفرح وأينما وجدت ازهرت الحياة ف”المرأة أنشودة مطربة من السماء ” اناتول فرانس 
“المرأة في نظري خليط من الأشكال والألوان” بيكاسو
تلك هي الأنثى بداخلها طفلة تعشق الغيم وتزداد جنوناً بالمطر، تلك هي الأنثى بداخلها عاشقة تشبه القهوة فإن اعتدها أدمنت حضورها وإن غابت عشت مرارة غيابها، تلك هي الأنثى يلفتها من تدخل معه بنقاش محتدم، من يسحرها بجاذبية عقله وذكاءه هذا هو الرجل الذي تعشقه، فإن أحبتك كانت وفية لك وإن جرحت غادرت بصمت.
تلك هي الأنثى تسعدها أبسط الأشياء فلا تعنيها بهرجة الأشياء بقدر ما يعنيها عمقها، فلا ترى الفقر بجيب الرجل الخاوي بل ترى فقر الرجل بعاطفته عندما تشح. 
لقد خلقت الأنثى من ضلع الرجل الأعوج لتكون قريبة من قلبه ولتكون صديقة روحه ولتتكىء على قلبه عندما تتعبها الأيام فمهما بلغت الأنثى من النجاحات إلى أنها ترى أن نجاحها الحقيقي هو “أنت”، فوراء كل رجل عظيم امرأة تهتم به وتحتويه وتحبه، فلنتحتوي بعضنا البعض فقلد خلقنا الله لنتكامل، وليس لنتصارع
استمع لها بقلبك، كن أباً لها واحتضنها كطفلة، كن أخاً لها واسندها ودواي وجعها،

كن صديقاً لها تأتيك بكل حالاتها، كن حبيباً يحتويها ويتقبلها كما هي .

أما أنتي، استمعي له بقلبك، احتوي أخطاءه، كوني أمه واحتضنيه، كوني صديقته المشاغبة التي تضحكه ولا تمله، كوني أخته التي تحن عليه، كوني حبيبة قلبه وشغف روحه، فأنتي ملهمته وهو ملهمك.

بقلم :

م.شهد الناصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock