عبدالله فاضل المجبل يكتب:الحياة الدراسية بعد جائحة كورونا
لا شك أن جائحة كورونا كان لها تأثير كبير على حياتنا بشكل عام، وكان لها تأثير خاص على الوضع الدراسي للطلبة و المتعلمين. هذا التأثير كان قوي جداً لدرجة أنه أثّر على أولياء الأمور وعلى الهيئات التعليمية أيضاً، وسأتطرق في هذه المقالة عن الحياة الدراسية بعد الجائحة والتأثير الإيجابي لها من ثلاث جوانب:
١- حياة الطلبة:
هناك تغيير في سلوك الطلبة بعد الجائحة وهذا السلوك أراه إيجابي إلى حدٍ ما، خصوصاً في المراحل السنية التي تعلو المرحلة الابتدائية، وهذا السلوك هو اهتمام الطلبة أكثر بالواجبات المدرسية و التحصيل العلمي، لأن التقييم أثناء التعليم عن بعد كان دقيق و يصل للطالب أولاً بأول، أيضاً من الناحية الاجتماعية، الطلبة أصبحوا أفضل بمراحل وبدأوا يشعرون بأهمية التواجد داخل الفصل أو القاعة الدراسة لما لها من أثر نفسي عليهم.
٢- حياة الهيئة التعليمية:
قد يرى البعض أن الجلوس في المنزل وإلقاء الدروس عن بعد و تصحيح الاختبارات والواجبات الكترونياً أسهل بكثير من الحضور و من التصحيح الورقي، و هذا صحيح من ناحية السهولة، و لكن من الناحية النفسية و الاجتماعية و التعليمية كان التعليم عن بعد أسوأ بكثير من التعليم التقليدي. فمثلا التأكد من وصول المعلومة و رؤية النتائج على أرض الواقع لا يمكن حصوله إلا من خلال الحضور الفعلي والتدريس بالقاعة. و قد كان للجائحة فضل في تفعيل التعليم الالكتروني، و الآن بعد الجائحة أرى من وجهة نظر شخصية أن يبقى التعليم عن بعد موجوداً في حالات خاصة مثل دروس تكميلية لقصر الوقت أو أنشطة إضافية تثري معلومات الطلبة وتنمي تحصيلهم العلمي.
٣- حياة أولياء الأمور:
بالنسبة لأولياء الأمور فالأمر الرئيسي الذي تغير بالنسبة لهم هم الشعور بقيمة المعلم والاحساس بالجهد الذي يبذله، فأثناء التعليم عن بعد كان لأولياء الأمور دور كبير في التحصيل العلمي لأبنائهم، و هذا جعلهم يلمسون التعب الذي يبذله المعلم في توصيل المعلومة و فهم الدروس. و من ناحية أخرى اكتشفوا الدور الكبير الذي تقوم به المدرسة من ناحية شغل وقت الطلبة و التنفيس عن الطاقة السلبية التي ظهرت بشكل كبير أثناء الجلوس بالمنزل والتعليم عن بعد.
و باختصار شديد، لا يوجد نظام متكامل يخلو من العيوب سواءاً التعليم التقليدي أم التعليم عن بعد، و لكن في السنتين الأخيرتين استطعنا تجربة التعليم عن بعد و الآن يمكننا دمج التعليمين معاً بما يخدم الطلبة و الهيئة التعليمية و أولياء الأمور.
بقلم عبدالله فاضل المجبل
عضو هيئة تدريب لغة انجليزية في معهد التدريب المهني