التعامل العاطفي في بيئة التدريب..بقلم: أ. عبد الله المسلم

التعامل العاطفي في بيئة التدريب..
بقلم: أ. عبد الله المسلم
عضو هيئة التدريب في معهد التدريب المهني قسم المواد العامة
في بيئة العمل، يجد الكثير من المدربين أنفسهم – تحت وطأة ظروف البيئة التدريبية التي كثيراً ما تجعلهم منغمسين في التفاصيل الفنية، منشغلين في نقل الخبرات التدريبية بهدف تطوير فريق العمل التدريبي فيغفل المدرب عن حقيقة بديهية في غاية الأهمية، وهي أن المتدرب الذي أمامه هو إنسان تحركه العواطف شاء أم أبى، وحين يعني المدرب هذا الأمر ويستحضر أثناء العملية التدريبية فإنه يكون قد وضع قدمه في طريق النجاح في التأثير على المتدربين وتطويرهم، وفي ما يلي بعض المفاتيح التي تعين المدرب في التعامل العاطفي مع المتدربين
المتدرب إنسان عاطفي بالطبع : لا تنظر للمتدرب كرقم أو مهمة يراد منك تحقيقها . إنما إنسان تحركه كلمات الثناء والاطراء والتشجيع وتربطه كلمات الانتقاد واللوم والكثرة العتاب
– الإصغاء الفعال : المدرب المميز هو من يستمع لمن يحيطه من فريق العمل والمتدربين والاستماع الحقيقي لا يكون لهدف الرد والجدال، إنما للتفهم والاحتواء وإشعار المقابل أن آراءه تؤخذ بعين الاعتبار، فتنشأ علاقة قائمة على أساس الاحترام والثقة، فينعكس ذلك إيجاباً على تقبل التوجيه والنقد البناء
التشجيع ساعة النجاح، والتفهم ساعة الخطأ : لا يخفى على أحد أثر الكلمة الطيبة في رفع المعنويات، واختيار الكلمة المناسبة في الوقت المناسب أمارة ذكاء عاطفي عند صاحبها، فكلمة ثناء أو عبارة تشجيع عند إجادة المدرب المهمة ما تعزز من دوافعه للتقدم والتطور، وفي المقابل فإن آخر ما يحب الإنسان سماعه عند فشله في مهمة ما هو اللوم القاسي والنقد اللاذع، فقد يؤدي ذلك للتثبيت من عزيمته ودوافعه للتحسن
أما التفهم والمساندة في هذه اللحظات تُشعر المتدرب بالأمان والتقدير لجهوده التي بذلها وإن لم تكن كافية لنجاحه في مهمته، لكنها تمنحه دافعاً للتعلم من أخطائه بدلاً عن الهروب منها
التوازن بين الحزم والعطف التعامل العاطفي في البيئة التدريبية لا يعني إهمال الجانب الجاد والحازم، إنما هو التوازن بين مراعاة الجانب الإنساني والجانب العملي، والمدرب الناجح هو من يجيد ضبط الإيقاع بين هذا وذاك بلا إفراط في الشدة أو مبالغة في اللين
ختاماً .. أن الاستثمار في مشاعر المتدربين وعواطفهم أمر ضروري لكل مدرب يهدف للنجاح في مهمته التدريبية، ويجنبه الكثير مما قد يواجهه إذا ما تعامل مع من هم في فريق عمله على أنهم مجرد أدوات يسعى لتحقيق أهدافه التدريبية من خلالها