أخبار منوعة

حقيقة الأشياء التي تحفزنا.. نتائج 7 دراسات مذهلة

حين نفكر حول طبيعة الناس أثناء العمل، فإن الصورة الأولية التي تتبادر إلى أذهاننا أشبه ما تكون بصورة الفئران في المتاهة، أو كما يقول الباحث في شأن السلوك الاقتصادي، دا إيرلي: “هذه هي الصورة الأبسط لهيئة الناس أثناء العمل، وكي يبدو سوق العمل حين تنظر إليه من بعيد”.
“الناس يبحثون عما هو أكثر من المال في أعمالهم”، هكذا يقول إيرلي الذي يبرهن أن الحوافز النفسية والمعنوية ذات أهمية كبرى فيما يخص العمل، وكثير من الناس يفضلون الأعمال الصعبة والخطرة فكلما كان العمل أصعب كلما كان إنجازه أدعى للفخر وإلهابًا للحماسة.
في أعقاب الثورة الصناعية سادت العالم نظريات آدم سميث الاقتصادية التي تعتني أكثر بكفاءة المنتج مما أدى إلى توزيع إنتاج المنتج الواحد إلى عدة خطوط إنتاج؛ حيث فقد العامل ارتباطه بالمنتج أو السلعة، وفي هذه النقطة تحديدًا يعود العالم من جديد للتفكير بشأن أطروحة كارل ماركس حول “العمل المفعم بالمعنى”، بمعنى أن العامل أو الموظف – وحتى المستهلك أحيانًا – يكون أكثر اهتمامًا بالمنتج إذا كان على دراية بأموره من البداية إلى النهاية، وفي الاقتصاد الحديث المعنى والرضا يعودان للتفوق من جديد على معايير الكفاءة.
كي تستطيع أن تفكر أكثر بشأن هذه الأطروحة ربما عليك مطالعة نتائج بعض هذه الدراسات الطريفة التي تدعم هذا الاتجاه قبل أن تُصدِر حكمًا بقبوله أو برفضه.
رؤيتنا لثمار “نتائج” أعمالنا تجعلنا أكثر إنجازًا
الدراسة الأولى أٌجريت في جامعة هارفارد على مجموعتين من الطلاب تم الطلب منهم بناء مجموعة شخصيات من خلال طريقة الليجو الشهيرة – الشخصية مقسمة لأجزاء قابلة للفك والتركيب – مع دفع مقابل مالي متناقص عن كل شخصية ينتهون منها – 4 دولارات عن الأولى، و3.5 دولارات عن الثانية وهكذا – وكان الفارق الوحيد أنه في حالة المجموعة الأولى تم الإبقاء على كل الشخصيات التى صنعوها أمامهم دون تفكيكها، أما الثانية فيتم تفكيكها أولاً بأول.
النتيجة أن المجموعة الأولى قامت بتركيب 11 شخصية قبل أن تتوقف، أما المجموعة الثانية فقامت بتركيب 7 شخصيات فقط، ورغم أن المهمة لم تكن مفعمة بالمعنى، وبالرغم من أن المجموعة الأولى كانت تعلم أنه سيتم تدمير عملها في النهاية، إلا أن الحافز الذي ولده رؤيته أعمالهم كان كفيلاً بإظهار فارق الإنجاز عن نظرائهم حتى في مهمة بسيطة كهذه.
كلما قلَّ التقدير المعنوي الذي نأخذه من العمل كلما كان احتياجنا للمال أكبر
الدراسة الثانية أُجريت على طلاب بجامعةMIT ؛ حيث طُلِب منهم أن بمارسوا لعبة الحروف الشهيرة؛ حيث تم تقسيم 3 مجموعات وأُعطِيت كل مجموعة ورقة وطلب إليهم شطب الحروف المتشابهة للوصول إلى حل اللغز مقابل مبلغ مالي ضئيل عن كل لغز يحلونه، المجموعة الأولى كانت تُكتب أسماءها على أوراق الحل ثم تعطيها للمراقب الذي يَنظر إليها ويُثني على أعمالهم قبل أن يضع الورقة ضمن كومة أوراق اللعبة، المجموعة الثانية لم تكن تُكتب أسماءها ولم تُمنح الثناء والتقدير من قبل المراقب، أما المجموعة الثالثة فكانت تُمزّق أوراقها مباشرة بعد تسليمها.
النتيجة أن كلاً من المجموعتين الثانية والثالثة قد بدأتا في طلب مقابل مالي أكبر نظير الاستمرار في هذه اللعبة، في حين استمرت المجموعة الأولى في مواصلة أدائها رغم ضعف المقابل المادي.
إن تجاهل المجهود الذي يبذله الناس في العمل يشبه تمامًا تقطيع أوراق إجابتهم أمام أعينهم، وأحيانًا يتململ العاملون من وضعهم المالي لا بسبب المال نفسه ولكن بسبب قلة التقدير أو التحفيز الذي يُمنحونه مقابل أعمالهم.
تقييمنا للعمل يتناسب مع المجهود المبذول لإنجازه
في هذه الدراسة تم الطلب من المجموعتين صناعة منتج معين بعد توفير خاماته، وتمنح المجموعة الأولى ورقة استرشادية بشأن طريقة الوصول للمنتج المطلوب، أما المجموعة الثانية فتُرِكت له الخامات وطُلِب منهم العمل فقط، بالطبع كان المجهود أشق بالنسبة للمجموعة الثانية وكانت النتيجة عملاً أقل جودة من عمل المجموعة الأولى.
الأغرب لم يأت بعد، فقد طُلِب من كل مجموعة أن تجيب على سؤال واحد “كم تستعد أن تدفع في مقابل هذا المنتج؟”، وتم توجيه السؤال نفسه لأشخاص محايدين، في حالة المجموعة الأولى قيم العاملون السلعة خمسة أضعاف الثمن الذي قيمها به الأشخاص العاديون، أما في حالة المجموعة الثانية فالفارق كان تقريبًا عشرة أضعاف رغم كون السلعة أقل جودة.
 النتيجة أن الإنسان لا يُقيِّم نتاجه النهائي بقدر ما يُقيِّم المجهود الذي بذله فيه، فكلما كان مطلوبًا منه أن يبذل مجهودًا أكبر أو أصعب كلما كان تقييمه لعمله أعلى وكلما كان أكثر فخرًا به، وبالطبع تقييمنا لأعمالنا يختلف عن تقييم الأناس العاديون الذين لا يعلمون شيئًا عن كيفية إنجازه.
إحساسنا بأن عملنا سيستفيد منه آخرون يزيد من حوافزنا لإتمامه
نُشِرت هذه الدراسة في صحيفة نيويورك تايمز؛ حيث تم الإعلان أن عوائد مركز الاتصال في جامعة ميتشجين سوف يتم استخدامها لتمويل المنح الدراسية للطلاب غير القادرين، وبعد شهر واحد زاد استخدام الطلاب لمركزالاتصال بنسبة 142% كما زادت عوائده بنسبة 171% رغم إنكار الطلاب بأن القرار كان مؤثرًا على سلوكهم، ويبدو في هذه الحالة أن التأثير لا إرادي، فهناك شعور خفي تسرب إلى الجميع أثّر على حوافزهم ودوافعهم حتى وإن لم يشعروا به.
الناس يميلون لاتباع القواعد حين تذكرهم بأهميتها للآخرين أكثر من أهميتها لهم أنفسهم
وأُجريت الدراسة هذه المرة على الأطباء في المستشفيات؛ حيث تم وضع لافتتين بمحتوى متقارب في مناطق مختلفة مخصصة لغسيل اليدين لأطباء المستشفيات، اللافتة الأولى كانت “اهتمامك بنظافة يديك يمنع عنك الأمراض”، أما اللافتة الثانية فكانت “اهتمامك بنظافة يديك يصب في مصلحة المرضى”، النتيجة أن استخدام الأطباء والممرضات للمنظمات والمطهرات زاد بنسبة 45% عندما ذكرت المرضى في اللوحة الإرشادية.
الثناء على قدرات البشر يرفع من معدلات أدائهم
نعود إلى جامعة هارفارد؛ حيث طُلب من مجموعتين من الطلاب أن يلقوا كلمات عن موضوع معين في مقابلة تجريبية وكانت نصوص الكلمات الملقاة موحدة وممنوحة سلفًا لكل منهم، الفارق أنه طُلِب من الممتحنين أن يُظهروا علامات الاستحسان كهز الرأس بالموافقة وإشارات اليد أن أثناء إلقاء المجموعة الأولى للخطابات، بينما طُلِب منهم أن يبقوا في وضع محايد “كتربيع اليد” أثناء عمل المجموعة الثانية، النتيجة المذهلة أن قدرة طلاب المجموعة الأولى على الإجابة الدقيقة عن أسئلة رقمية وتحليلية بشأن محتوى الخطابات كان أكبر بكثير من قدرة المجموعة الثانية.
المشاهد التي تؤثر على إنجازنا
الدراسة هذه المرة من جامعة هيروشيما؛ حيث طُلِب من مجموعة من الطلاب أن يؤدوا وظائف معينة قبل وبعد النظر إلى صور لطيفة لأطفال رضع أو لقطط صغيرة، المفاجأة أن معدلات التركيز ارتفعت لدى الطلاب بنسبة 10% بعد مشاهدتهم للصور، الصور المثيرة للاسترخاء تساعد على تركيز وإنجاز بشكل أفضل.. ما هي المشاهد والصور التي يراها الناس أثناء أداء أعمالهم؟
المصدر: TED/ساسة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock