كتاب أكاديميا

وائل المطوع يكتب : رفقاً بأبنائنا.. فهم أمانة في أعناقنا

 

قبل أيام قليلة نشرت احدى الصحف المحلية احصائية لوزارة التعليم العالي توضح عدد المتعثرين دراسيا من طلبة البعثات الخارجية، والحقيقة أن الرقم كان صادما لجميع المتابعين، حيث بلغ العدد 8181 طالباً وطالبة خلال العامين الدراسيين الماضيين بين فصل وتجميد للبعثة أو انقطاع عن الدراسة أو انسحاب.

وقد تفاوتت النسبة حسب الاحصائية في عدد المتعثرين في المكاتب الثقافية وقد كان أكبر عدد في الولايات المتحدة الأميركية حيث بلغ 2353 طالبا وطالبة مرورا بمكتب البحرين ثم الأردن ثم استراليا ثم بيروت فالقاهرة ودبي، ثم لندن ودبلن وباريس فالرياض، وجاءت كندا أخيرا بعدد 15 طالباً فقط.

كما أوضحت الاحصائية أعداد المفصولين من البعثة وكذلك من أوقفوا بعثاتهم الدراسية الخارجية، وعدد المنسحبين من البعثات الخارجية وقد وجه أولياء أمور الطلبة مناشدة الى معالي الوزير بالنظر بحل هذه المشكلة والسماح للطلبة بتغيير تخصصاتهم وأزالة العراقيل أمامهم ونبهوا ان هناك علامة استفهام كبيرة على سلوك المكاتب الثقافية ووزارة التعليم العالي والأساس الذي يعتمد عليه المكتب الثقافي في فتح تلك الجامعة او ايقاف الاخرى وهل يضعون اعتبارا لهيئات ضمان جودة التعليم ونتائجها السنوية ام هي عملية مزاجية ومتروكة لرئيس المكتب الثقافي.

وقد تفاعل المغردون في «تويتر» مع هذا الخبر الصحافي وسعى كل منهم للادلاء بدلوه في معاقبة هؤلاء تارة، وتارة أخرى بضرورة الالتفات الى مستوى خريجي الثانوية بشكل خاص، والتعليم بصفة عامة في الكويت، والكثير من المطالبات الموجهة لمعالي وزير التربية لانقاذ ما يمكن انقاذه.

الا أنني سأنظر الى المشكلة من زاوية أخرى، فهذه المشكلة الانسانية ليست لطلبة البعثات الخارجية فقط، فجامعة الكويت على سبيل المثال بها أرقام مخيفة لتسرب الطلبة والطالبات خصوصا في الكليات العلمية، وكذلك كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب تعاني من تسرب الطلبة بأعداد كبيرة ومخيفة، ونلاحظ أيضا مع كل فصل دراسي عن الطلبة الذين يتقدمون لاعادة قيدهم بعد فصلهم دراسيا اما لانخفاض المعدل أو لأسباب أخرى، ولقربي من التطبيقي أجزم أن الأعداد بالآلاف، وكل ذلك يدفعنا للبحث عن دراسة الأسباب أولا وبهدوء دون ضجيج اعلامي أو عنتريات البعض بالويل والعقاب الشديد لهؤلاء الطلبة المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة.

لذلك فان رسالتي الى معالي وزير التربية وزير التعليم العالي: رفقا بأبنائنا الطلبة فهم أمانة بأعناقنا، ويجب أن تكون هناك دراسة يقوم بها متخصصون تمكننا من معرفة الأسباب التي أدت لتعثر هؤلاء الطلبة وبالتالي دراسة الحلول والبرامج المناسبة لتهيئتهم من جديد والأخذ بأيديهم للحاق بركب زملائهم وشق طريقهم بكل سلاسة دون مشاكل، والاهم من كل ذلك ابعاد الساسة عن التعليم.

لقد لفت نظري تصريح لأحد نواب مجلس الأمة الأفاضل وصف فيه الابتعاث بالخارج بأنه أصبح برستيج وحل سريع لمزيد من الثراء المالي والاعتبار الاجتماعي، والحقيقة لا أعرف عن أي ثراء يتحدث النائب الفاضل؟ وهل يلام ولي الأمر اذا ابتعث فلذة كبده للدراسة في الخارج؟ واعتقد انه خانه التعبير لكن وفي تصريح النائب الفاضل أيضا أمرا غاية في الأهمية، فقد تساءل عن مشروع الوطن من خلال الابتعاث وأهمية بحث مدى العلاقة والارتباط بين تلك البعثات مع خطط التنمية والمتطلبات المعاصرة، وهنا أضع 1000 خط تحت هذا الكلام.

نعم يا معالي الوزير ليس في موضوع البعثات الخارجية فقط ولكن أيضا في البعثات الداخلية وفي جامعة الكويت وهيئة التطبيقي، أين مشروع الوطن في دراسة سوق العمل بعناية فائقة ومعرفة احتياجات سوق العمل في العشرين سنة المقبلة، فقد صرح معالي الوزير أكثر من مرة أن عدد مدرسي الكيمياء والفيزياء والرياضيات الكويتيين في مدارسنا وهم بعدد أصابع اليد، والسؤال هنا يا معالي الوزير خلال وجودك على قمة الهرم التعليمي خلال هذه السنوات، ماذا فعلت لحل تلك المشكلة الكبيرة والتي توفر فرص عمل كبيرة لأبناء الكويت؟ فهل من الصعب ان نرغب أبنائنا في التوجه لهذه التخصصات التي تحتاجها وزارة التربية؟ هل من الصعب ان توجه كلية التربية وكلية التربية الاساسية بالتطبيقي وتحدد التخصصات النادرة وتعطي حوافز كبيرة لها تشجع ابناءنا وترغبهم بالتوجه لهذه التخصصات؟

ان التعليم يحتاج الى المصارحة والمكاشفة والمهنية والشفافية، ومناشدتي لك يا معالي الوزير رفقا بأبنائنا وباولياء امورهم الذين يضعون امالاً عريضة على ابنائهم، وأبحر بسفينة التعليم بعيدا عن السياسة فهي للأسف اكبر مدمر للتعليم، وأعط الفرصة لأبناء الكويت للمساهمة في اصلاح التعليم فأهل مكة أدرى بشعابها لأننا للأسف تخلفنا عن الركب، وابدأ فورا باعلان الهيئة الوطنية لضمان جودة التعليم والتدريب فقد طال الانتظار لهذه الهيئة على أن يكون لها مدير عام وتكون تبعيتها لسمو رئيس مجلس الوزراء مباشرة، ففي تلك الهيئة المنتظرة الخير الكثير للكويت وأبنائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock