أخبار منوعة

مدرسة في الهواء الطلق

  

الرياض – “لا تلتقطوا صورنا نحن نستحي”، هذه هي الكلمات التي أطلقها مدرس إحدى المدارس الحكومية في إقليم بلوشستان الباكستاني وهو محاط بنحو 40 طالبا في غرفة صف ليس لها سقف ولا كراسي وطاولات للجلوس.
وطلب المدرس محمد إسماعيل المعلم بمدرسة متشكا الحكومية بقرية “عنايت الله متشكا” بالقرب من الحدود الأفغانية “دعونا نعتدل قليلاً لتظهر غرفة الصف في الصور” وطلب من طلابه الجلوس متقاربين ليشكلوا غرفة الصف بعد خلع نعليه احتراماً للغرفة تماشياً مع التقاليد المحلية، وجلس في وسطهم ليعطي المدرسة المختبئة في وسط منطقة صحراوية وكأنها بيت مهجور، شكلاً يعكس أنها مدرسة بالفعل.
وقال المدرس محمد إسماعيل بعد أن جمع الطلاب،” من واجبنا أن نعلم أبناءنا الطلاب كيف يحترمون أساتذتهم وكذلك غرفة الصف التي يتلقون فيها التعليم ليتعلموا مع القراءة والكتابة مكانة المعلم والعلم وأهميته في حياتهم.”
وأشار المعلم الى أن المدرسة تقدم التعليم إلى المرحلة الابتدائية، وقد حصل طلابها على درجات عالية تنافس درجات الطلاب الذين يدرسون في المدارس النموذجية، كما أن طلاب هذه المدرسة أقوياء الإرادة والعزم ومجتهدون جداً وقليلو الغياب، ويحرص ذووهم على إحضارهم إلى المدرسة يومياً لكي لا يعانوا في حياتهم المستقبلية المتاعب التي عانوا منها هم لأن غالبية سكان القرية الموزعة على منطقة صحراوية شاسعة يعملون في مجال النقل العام. وانتقل غالبية آباء الطلاب إلى مدينة كراتشي ليوفروا لقمة العيش الكريمة لأبنائهم الدارسين في القرية.
وقال إسماعيل إنه يمكن تلقي العلم بالجلوس على الأرض ما دام احترام الأستاذ قائماً والعلم يحظى بمكانة مميزة في المجتمع، وأضاف أن جميع طلابه يتعلمون القرآن الكريم والتعاليم الإسلامية أيضاً في المدارس الدينية الملحقة بالمساجد المحلية جنباً إلى جانب دراستهم للمنهج الحكومي في المدرسة، وهذا الجانب يميزهم عن بقية الطلاب.
وأكد اسماعيل انه لا فرق بين التعليم في المدارس الكبرى ومدرسته لأن المنهج واحد، موضحاً بأن الأمر يتوقف على مدى جهد المدرس والطالب وأهل المنطقة وعلى مدى أهمية تلقي التعليم في المجتمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock