قسم السلايدشو

أكاديميون: ضرورة تطبيق اللوائح للحد من الغش .. والتكنولوجيا صعبت مراقبتها

  

مع اقتراب موعد الاختبارات النهائية في كليات جامعة الكويت، يسعى الطلبة للحصول على تقديرات مُرضية، فمنهم من يجعل الاجتهاد سبيلاً للتفوق ويكرس وقته للمذاكرة، ومنهم من يتقاعس ويضيّع وقته فيما لا ينفع إلى أن تداهمه الاختبارات، فلا يجد سوى اللجوء إلى الغش لاجتياز المقرر، سألت القبس عددًا من أساتذة الجامعة حول أسباب انتشار الغش وكيفية الحد منه، وفيما يلي التحقيق:
ذكرت أستاذة علم الاجتماع بكلية العلوم الاجتماعية د.مها السجاري أن التنشئة الاجتماعية هي نبع أغلب الظواهر الموجودة في المجتمع، فدور الأسرة في تربية الفرد على بغض الغش وتجنبه، يجعله أكثر اهتماماً بالدراسة وبتحصيل الدرجات بالمجهود الشخصي، وتتطور هذه الخصلة في كل مراحل حياته الدراسية والعامة.

وبينت أن الغش لا يقتصر على نقل المعلومات من الغير أثناء الامتحان، بل هو مفهوم شامل لمواقف كثيرة قد يغفل عنها بعض أفراد المجتمع أو يقللون من خطورتها، لكنها في الواقع تعكس ضعف الوازع الديني.

وأضافت السجاري أن تطبيق القوانين الصارمة مثل الفصل من الدراسة، أو الحرمان من الاختبار، أو الحصول على درجة صفر في الاختبار الذي يثبت فيه محاولة غش الطالب، تمثل الحلول الأنسب للقضاء على هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن تخاذل بعض أعضاء هيئة التدريس عن تطبيق العقوبات الواردة في اللوائح الخاصة بالغش، أصبح عاملاً مساعداً للطلبة للجوء إلى هذه الطريقة السلبية للحصول على الدرجات.

وأوضحت أن الطلبة المستمرين أكثر حذراً من الوقوع في محاولات الغش لمعرفتهم بما قد يترتب عليها إن تم تطبيق القانون، كما أن الحد من هذه الظاهرة مسؤولية الطالب في المقام الأول، ثم أستاذ المقرر، حيث يعمل على صياغة أسئلة الاختبار لتكون غالبيتها مقالية وليست موضوعية، حتى يضمن التزام الطالب بالإجابة على الأسئلة بمفرده.
محاسبة الغشاشين

بدوره، قال أستاذ علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية د.محمد سرطاوي ان إحدى قواعد علم النفس تفيد بأن كل فعل يصدر من الإنسان هو فعل «عقلاني»، بمعنى أن الطالب مثلاً يجري معادلة في ذهنه للتعرف على النتائج المترتبة على سلوك الغش.

وتابع اذا كان الخطر الناتج أكبر من الاستفادة فنجد الطالب يرتدع ولا يلجأ للأساليب الممنوعة التي قد تعرضه للمشكلات، ومن ثم فإن محاسبة «الغشاشين» بالجامعة ضرورية للحد من انتشار هذه الآفة.

وبين سرطاوي أن تغيير إدراك الطلبة للعواقب المترتبة على الغش؛ يمكن أن يبعده عن هذا السلوك السيئ، حيث يشعر بأن الغش مخاطرة لا يمكن القيام بها، مؤكدا ضرورة أن يكون العقاب مناسباً للفعل، فلا تأتي عقوبة قاسية مثل الفصل من الدراسة لفترات طويلة، ما يسبب نتائج عكسية.
ضعف الأستاذ

من جهته، رأى أستاذ علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية د.خضر بارون، أن نسيان المعلومات وعدم انتباه الطلبة لأسلوب طرح الأسئلة في الاختبارات يشجعان على الغش، خاصة أثناء الاختبارات التي تقيس مقدار حفظ الطالب للمادة العلمية وليس الاستنتاج والتحليل، كما أن ضعف شخصية أستاذ المقرر وعدم المبالاة وعدم أحكام المراقبة أثناء الاختبارات، يجعل الطلبة أكثر استعدادا للغش.

وأضاف بارون أن بعض الطلبة يرى الامتحان كتهديد. ما يوجب العمل على زيادة الثقة بالنفس لدى الطلبة، فضلا عن تنمية الشعور بالفخر عند انجاز العمل بالاعتماد على النفس، كما أن الاقناع بضرورة تجنب الغش اعتمادا على تأثير الجانب الديني في نفسية الطالب، له دور كبير في زيادة التوعية.

واشار إلى أن التأكيد على القيم الحميدة مثل الأمانة العلمية، وعدم قبول ما ليس بحق، يجب أن تعزز في شخصيات الطلبة، بالتوازي مع تغيير نظرة الطلبة للاختبارات، وإقناعهم بأن الاختبار ما هو إلا تحدٍ لتنمية القدرات.
استخدام «التكنولوجية» في الغش

أوضح أستاذ علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية د.محمد سرطاوي أن تطور أساليب الغش باستخدام الوسائل التكنولوجية يصعب مهمة الأستاذ في اكتشاف الغش، خاصة في شُعب الطالبات حيث قد يلجأ بعضهن إلى استخدام سماعات الأذن لتلقي المعلومات أثناء الاختبار، وتغطيتها بالحجاب أو النقاب، كما يتم استعمال طرق حديثة يصعب تصيدها، ومن ثم يضطر الأستاذ للتشكيك في اعتماد الطلبة على أنفسهم أثناء أداء الاختبار، مشيرا إلى أن الأساتذة يعملون على اعداد نماذج مختلفة من الامتحان، ويتأكدون من وجود مسافة كافية بين الطلبة حتى يمكنهم القضاء على محاولات الغش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock