كتاب أكاديميا

مشكلة الشعب المغلقة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بقلم د. عبدالكريم العريعر

  

سأتناول في هذا المقال موضوع الشعب المغلقة والتي دائما يشتكي منها طلبة وطالبات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب حيث أن لهذه المشكلة عدة أسباب.
أحد الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة هو سياسة القبول في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والذي غالبا ما يفوق الطاقة الإستيعابية للأقسام العلمية والكليات وهذا بدوره سيؤدي حتماً إلى عدم حصول الطلبة الجدد على عدد الوحدات الكافية لتسجيل العبء الدراسي الإعتيادي وخصوصاً في الفصل الدراسي الأول، ونتيجة لذلك سيكون هناك ضغط كبير على الشعب الدراسية المطروحة في الفصل الدراسي الثاني والفصل الصيفي ثم الفصول التي تليها ككرة الثلج وذلك لرغبة الطلبة في تعويض عدد الوحدات التي لم يسنح لهم سابقا التسجيل فيها حسب خططهم الدراسية الموضوعة من قبل الاقسام العلمية.  

السبب الثاني هو وجود نسبة رسوب عالية في بعض المقررات الدراسية وذلك إما بسبب عدم جدية بعض الطلبة في التحصيل العلمي، أو لتفاوت المستوى العلمي لبعض الطلاب بما لا يتناسب مع بعض المقررات المطروحة، أو بسبب احتكار عضو هيئة التدريس لمقرر ما وعدم توافق بعض الطلاب معه. في حال توافر جميع هذه الظروف لمقرر ما، سيؤدي ذلك حتما إلى إغلاق أغلب شعب هذا المقرر بسبب تضاعف أعداد الطلبة الراغبين بالتسجيل في هذا المقرر سواء من الراسبين أو الراغبين بالتسجيل في المقرر نفسه لأول مرة.     
أما فيما يخص الشعب المغلقة في الفصل الصيفي فلا بد أن يعي الطالب وعضو هيئة التدريس والتدريب أن الفصل الدراسي الصيفي هو فصل إختياري وليس إجباري فيما عدا بعض المقررات التي يلزم طرحها في الفصل الصيفي مثال على ذلك: التدريب الميداني في كلية الدراسات التكنولوجية وذلك لمحدودية طرحه خلال العام الدراسي وطبيعة المقرر تتطلب وجود الطالب خارج الكلية أغلب اليوم. اضافة الى ذلك، التسجيل في الفصل الصيفي هو للطالب المتوقع تخرجه في الفصل الدراسي الصيفي يليه المتوقع تخرجه في الفصل الدراسي الأول، لذلك يضاف للميزانية المخصصة للفصل الصيفي ما يفي بفتح شعب تناسب أعداد الطلبة الخريجين، لكن تدافع الطلبة للتسجيل في الفصل الصيفي يولد ضغط كبير بحيث لا تكفي الميزانية المخصصة لطرح شعب كثيرة كما في الفصل الدراسي الإعتيادي.
فوجود أحد هذه الأسباب التي تطرقت لها سيؤدي حتما إلى مشكلة الشعب المغلقة، فماذا لو اجتمعت جميع الأسباب السابقة معاً؟
أما فيما يخص الحلول لهذه المشكلة وأنا هنا لا أتحدث عن الحلول المادية كوني لست مختصاً فيها. فأحد هذه الحلول من وجهة نظري يكون بنقل تبعية عملية إعداد ووضع الجداول الدراسية وطرح المقررات من الأقسام العلمية إلى عمادة القبول والتسجيل متمثلة في مكاتب التسجيل الموجودة في مختلف الكليات على أن يتم تزويد عمادة القبول والتسجيل بأعداد اعضاء هيئة التدريس والتدريب وتخصصاتهم والمقررات التي يرغب كل عضو هيئة تدريس بتدريسها وعدد القاعات الدراسية المتوفرة في كل قسم مع تبيان قدرتها الاستيعابية لاعداد الطلبة وحصر نسب الرسوب في المقررات لكل فصل دراسي ومن ثم تقوم عمادة القبول والتسجيل متمثلة بمكاتبها الموجودة بالكليات باعداد الجداول الدراسية بناءً على هذه الارقام والمعطيات.

والهدف من تبني مثل هذا الحل تقليل الشعب الوهمية في بعض الاقسام العلمية والحد من أهواء اعضاء هيئة التدريس والتدريب بإختيار الاوقات حسب المزاج والاهواء والاستفادة القصوى من النصاب التدريسي والتدريبي لأعضاء هيئتي التدريس والتدريب كما سيؤدي هذا الحل لشغل القاعات الدراسية بأقصى طاقة استيعابية على الفترتين الصباحية والمسائية. وتبني مثل هذا الحل سيؤدي حتما الى الحد من سوء استخدام بعض رؤساء الاقسام العلمية وبعض لجان الجداول في الاقسام العلمية لصلاحيتهم في توزيع المقررات والاضافي والصيفي. نجاح هذا الحل من وجهة نظري سيكون كبيراً لانه مبني فقط على لغة الارقام وهو ما سيحقق الاستفادة القصوى من الساعات التدريسية والتدريبية والقاعات الدراسية والمختبرات والورش مع إلتزام ادارة الهيئة بالطاقة الاستيعابية لكل كلية من ناحية قبول الطلبة في كل فصل دراسي.

بقلم د. عبدالكريم العريعر

عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات التكنولوجية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock