كتاب أكاديميا

الإسلامية» أساس التربية والتعليم؟ كتبت : أ.د بهيجة  بهبهاني

  

ذكرت أستاذة لمقرر الفلسفة في جامعة الكويت في لقاء مع إحدى القنوات الفضائية المحلية ان: «ولاء البعض للدين يفوق ولاءهم للوطن، وهذا ما تراه – حسب اعتقادها – يجانب الصواب». واثار هذا الرأي العديد من اعضاء مجلس الامة، واعتبروا ما ذكرته دكتورة الفلسفة: «مخالفا ومضادا لعقيدة التوحيد التي هي أصل الشريعة الإسلامية، وعليها أن تتوب إلى الله تعالى منه، فهي تدعو لتفضيل كلام البشر على كلام وشريعة رب البشر، وأن الولاء للدين مقدم على الولاء للوطن».

وأضاف هؤلاء المعارضون لرأي الدكتورة القول: «إننا نخشى على عقول أبنائنا وبناتنا من أن تتسمم بمثل هذا «الفكر الضال» الذي تحمله هذه الدكتورة وعلى وزارة التربية أن تراجع عقائد ومناهج طواقمها التدريسية في جامعة الكويت وغيرها، فعقيدة أبنائنا الطلبة أمانة في أعناقهم، مطالبين الوزير باتخاذ قرار بإيقاف الدكتورة عن العمل وتحويلها لمجلس تأديبي»!

اننا نحن ـــ الكويتيين ـــ وكنتيجة حتمية لما يدور حولنا في البلدان المجاورة من انتشار الفكر الارهابي وقتلٍ للبشر لاعتقادات دينية خاطئة تتعارض وأوامر ديننا الاسلامي الحنيف اصبحنا نخاف على ابنائنا من الانحراف عن مبادئ الدين الحنيف الذي رسَّخ في اذهاننا نحن الآباء والامهات والاجداد منذ نعومة اظفارنا، والذي لاحقا درسناه في جميع مراحل التعليم لتحقيق الهدف من تدريسه وهو، كما جاء في كتب وزارة التربية، «تربية الفرد ليصبح مواطنا كويتيا صالحا يتميز بقدراته المتعددة التي تساعده على التعليم والاندماج بشكل فعال في المجتمع والعالم بأكمله»، و«اتخاذ النهج الاسلامي السليم المتسم بالوسطية والمستمد من كتاب الله وسنة نبيه في سلوكه وعلاقته بالآخرين» و«تحقيق روح المواطنة الصالحة والاعتزاز بانتمائه للكويت وتاريخها» و«الوعي بأهمية العمل، من اجل نهضة الوطن وتنمية القدرة على الحوار بالحجة والبرهان وتقبل الرأي الآخر».. فهل حقق القائمون على تدريس مادة التربية الاسلامية تلك الأهداف التعليمية؟!

لقد نشأ جيل الستينات والسبعينات بفكر معتدل وتقبّل للرأي الآخر واحترام الأديان والمذاهب الأخرى، الا انه من الملاحظ ان الاجيال التالية لهم ومن خلال التقنيات الحديثة والتواصل مع الوافدين من اصحاب الفكر الديني المنحرف، اتبعوا منهج التكفير والارهاب الديني! وان تدريس التربية الاسلامية امر اساسي لتربية العقول وتعليمها، وليكن ذلك بأسلوب حديث لتوحيد فكر أبنائنا القادمين إلى المدرسة من بيئات فكرية متنوعة لتحقيق أهداف تدريس التربية الإسلامية.
 
أ.د. بهيجة بهبهاني
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock