عبدالله السنافي طالب تحدى الإعاقة وحصد التفوق!
أكاديميا | (خاص) أجرت اللقاء: عليا العازمي
عبدالله السنافي، طالب تخرج مؤخراً من كلية التربية الأساسية بمعدل أربع نقاط، حاصل على مرتبة الشرف ولديه العديد من المساهمات والمشاركات. تحدى الإعاقة وبرز دون غيره من الطلبة، ولهذا السبب حرصت “أكاديميا” على لقائه لسؤاله عن حياته الأكاديمية وما واجهه من صعاب.
– عرفنا بنفسك.
– عبدالله بدر السنافي
– حاصل على بكالوريوس علوم سياسية من جامعة الكويت، وحاصل على بكالوريوس تربية خاصة -تربية إسلامية من كلية التربية الأساسية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.
– مدرب معتمد للتنمية البشرية، ولدي العديد من المشاركات الثقافية على مستوى الوطن العربي، وساهمت كثيراً لتطوير برامج الأيفون iPhone للمكفوفين، كما أنني عضو أيضاً في موقع أبل Apple.
– ما هي الصعوبات التي واجهتها أثناء دراستك الجامعية؟
لا توجد صعوبات كثيرة، والعائق الوحيد هو عدم توفر الكتب بطريقة برايل للمكفوفين، ولكن عن نفسي استطعت إيجاد حل لتجاوز هذا العائق، ويرجع ذلك كوني مظطلع بأمور التكنولوجيا. وبالنسبة لتعامل الأساتذة فإني لاحظت تردد بعض الأساتذة وتهميشهم لطلبة الفئات الخاصة خوفاً من إحراج طلبة التربية الخاصة، وأتمنى من الأساتذة عدم تهميش الطلبة، بل جعلهم يشعرون بقيمتهم من خلال إعطائهم الفرصة للمشاركة.
– هل هناك نوعاً من البرامج أو التطبيقات التي ساعدتك في دراستك، أي هل كان هناك أثر للتكنولوجيا على تسهيل دراستك؟
بالطبع، فكما ذكرت سابقاً فإن عائق عدم وجود الكتب بطريقة برايل شكل عثرة أمام العديد من الطلبة المكفوفين، ولكن استطعت أن أحول هذه الكتب إلى ملفات صوتية، أما عن استخدام برامج التواصل الاجتماعي فإني أستخدم خاصية voice over وأيضاً برنامج إبصار.
– من هو قدوتك في الحياة؟ ومن أكثر شخص أثّر عليك في حياتك الأكاديمية؟
والدتي هي قدوتي في الحياة، أما عن الأشخاص الذين أثروا فيني خلال الدراسة الجامعية فهم كثيرون، ولكن لابد أن أذكر الشخص الذي تأثرت به كثيراً ولا زالت كلماته ترن في أذني، فهو من قال: “إذا لم تتوفر الأدوات اللازمة، فلا تستغرب عدم تحقيق الهدف” الدكتور عبدالرحيم الكندري – عميد خدمة المجتمع -، فلقد كان هذا الشخص من الداعمين لي دائماً وأبداً في مسيرتي الجامعية، ودعمه لا محدود.
– هل كان هناك دعم من الكلية لطلبة الفئات الخاصة؟
لا، للأسف لم نجد دعم مادي من الكلية، فجل ما سمعناه منهم هو الدعم المعنوي الذي لا يفيدنا حقاً، فنحن بحاجة لكتب خاصة وتكنولوجيا معينة، وهذه المتطلبات تثقل كاهلنا الاقتصادي، ففي نهاية المطاف نحن مازلنا طلبة، ونتمنى من الكلية بذل جهود أكثر في سبيل تلبية متطلباتنا، وأناشد بتكوين لجنة مختصة لأمور طلبة الفئات الخاصة وتوفير لهم جميع احتياجاتهم.
– ما هي الخطط المستقبلية؟
أنا بصدد التقديم ان شاء الله على البعثة، حيث أنني أنوي استكمال الدراسات العليا.
– كلمة أخيرة توجهها للقراء.
أولاً، أشكر جريدة “أكاديميا” على هذا اللقاء، وأتمنى أن يتم تسليط الضوء أكثر على قضية طلبة الفئات الخاصة، وأناشد الكلية بتقديم دعم أكثر، وأود أن أقول للأساتذة أن يهتموا أكثر بطلبة الفئات الخاصة وأن لا يتجاهلونهم؛ وكلمة أخيرة “الحياة لا تتوقف على عدم توفر الدعم، بل ابحث أنت عن الدعم”.
وكان لـ “أكاديميا” أيضاً لقاء مع د.عبدالرحيم الكندري – عميد خدمة المجتمع في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وعضو هيئة تدريس في كلية التربية الأساسية – لسؤاله عن رأيه بالطالب عبدالله وحول الدعم المقدم له.
– ما رأيك بالطالب عبدالله السنافي؟
عبدالله من الطلبة المبدعين، يمتاز بقدرات لم أراها في زملائه الأسوياء، فقد كان شديد الحرص على الحضور دائماً، وأيضاً كان عبدالله حلقة الوصل بيني وبين الطلبة لثقتي فيه ومعرفتي بحرصه واهتمامه بالمادة؛ كذلك كان عبدالله شديد الانتباه للمعلومات التي أذكرها خلال الشرح، ولم يكتفي بهذا فقد كان كثير الاطلاع والبحث، كما استعان عبدالله بالتكنولوجيا لتحويل المادة العلمية إلى ملفات صوتية، وهذا جهد ذاتي منه، وإن دل فإنه يدل على إخلاص عبدالله واهتمامه بدراسته. بشكل مختصر، عبدالله مفخرة للكويت كلها!
– هل ترى بأن دعم الكلية مناسب لطلبة الفئات الخاصة؟
كلية التربية الأساسية لديها إمكانياتها الخاصة بها وجدول أوليات بناءً عليه تُصرف هذه الإمكانيات، ولهذا السبب لا نرى أن الاهتمام بطلبة الفئات الخاصة مثالي!
نعم، هناك نقص وتقصير من قبل الكلية، ولكن هناك توجه كبير أيضاً من الدولة للاهتمام بهذه الفئة، وأعتقد بأن الدعم المقدم لهم سيكون من الأولويات إذا زاد عدد هذه الفئة بالمستقبل؛ بالإضافة إلى أن البيئة الأكاديمية في كلية التربية الأساسية ليست مهيئة لهذه الفئة، وأن العمادة تحاول جاهدة لتوفير الدعم مثلما وفرت الأماكن المخصصة للوقوف لذوي الإعاقات الجسدية.
– كلمة خاصة توجهها لطلبة الفئات الخاصة.
طلبة الفئات الخاصة نفتخر فيهم جميعاً، فهم يملكون العديد من القدرات التي يجب أن يعاد النظر إليها، والاهتمام بهم أكثر لاستخراج مافي جعبتهم من إمكانيات للمساهمة في بناء الكويت، وأنا أجزم بأنه إذا تم إعطائهم الاهتمام فسنرى العديد من النماذج المشرفة، وأكبر مثال هو “عبدالله السنافي” الذي تحدى العوائق وقال للجميع بإنجازاته “أنا هُنا”.