كتاب أكاديميا

فابيوس والعجمي كتب : أ.د. عبداللطيف بن نخي

  بقلم :ا. د. عبداللطيف بن نخيعلى الرغم من التنبؤات السلبية، في شأن مخرجات المؤتمر الدولي حول المناخ الذي عقد أخيراً في باريس، تمكنت الديبلوماسية الفرنسية من تحقيق إنجاز كبير فاجأ خبراء كثيرين ومن بينهم منتقدوه. هذا الإنجاز وإن كان دولياً إلا أنه سُجل، في المقام الأول، لمصلحة الحكومة الفرنسية التي عملت وفق خطة متكاملة بدأ تنفيذها منذ الساعات الأولى من اختيار فرنسا كمضيف لهذا المؤتمر.فعلى سبيل المثال، قبل عقد مؤتمر باريس بفترة كافية، أرسلت فرنسا وفودها إلى معظم، إن لم تكن كل، الدول الأعضاء في الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ للتنسيق معها على المستويين البيئي والسياسي. كما عملت بجهد في تنظيم حفل كبير لافتتاح المؤتمر من أجل خلق زخم إعلامي داعم وتهيئة بيئة تفاوضية مُحفزة للتوافق، فحضره 150 رئيس دولة وحكومة، ولا استبعد أن تكون قد تواصلت مع المنظمات غير الحكومية المعنية بالبيئة – في العديد من دول العالم – وتحديداً تلك التي طالبت حكوماتها بالسعي وراء تحقيق اتفاق دولي بيئي طموح.ولكنني أجزم بأن العنصر الأهم وراء تمكين التوافق، بين أطراف بدأوا مفاوضاتهم بتباين شاسع بل ومتناقض في بعض الجزئيات، هو المنهجية التي اتبعتها رئاسة المؤتمر في إدارة المفاوضات. حيث تبنى السيد لوران فابيوس – وزير الشؤون الخارجية الفرنسي – مبادئ الشراكة والنزاهة والشفافية في إدارته لأعمال المؤتمر.إدارة المفاوضات الرسمية وغير الرسمية كانت تتم بإدارة مشتركة ساهم فيها وزراء حاليون وسابقون من دول عديدة، وأما معايير النزاهة والشفافية فقد طبقت منذ أول يوم من فعاليات المؤتمر وكان الالتزام بها جلياً ومريحاً لجميع الأطراف المشاركة. وهذا لا ينفي وجود بعض شبهات تجاوز تلك المعايير، ومنها الطريقة التي انتهجتها الإدارة في احتواء اعتراضات بعض الوفود قبيل افتتاح الاجتماع الأخير الذي أقرت فيه الاتفاقية، حيث تأخر افتتاح ذلك الاجتماع لما يزيد على الساعتين ثم عرض التعديل على المسودة الأخيرة ضمن بند تصحيح الأخطاء المطبعية. ولابد من الإشارة هنا بأنني أذكر هذه الحادثة من باب الموضوعية في الطرح دون تحديد موقفي منها.في مساء يوم السبت الماضي، كرم المؤتمرون السيد فابيوس رئيس مؤتمر المناخ الأخير حين توافقوا على اتفاقية المناخ وخرج الجميع سعيداً بما حقق بفضل تبني مبادئ الشراكة والنزاهة والشفافية. وفي صباح يوم الإثنين الذي تلاه، كرم رئيس قسم تكنولوجيا ميكانيكا القوى والتبريد – بكلية الدراسات التكنولوجية – من قبل زملائه في القسم في حفل بمناسبة نهاية فترة رئاسته للقسم التي امتدت أربع سنوات بدأها بخطة طموحة أشرك زملاءه بالقسم في إعدادها وتنفيذها وقياسها وفق معايير واضحة للنزاهة والشفافية. فتوالت الإنجازات في مجالات متعددة أبرزها صون الاعتماد الأكاديمي – من قبل مؤسسة أبت (ABET) الأميركية – الساري للبرنامج الأكاديمي بالقسم وإعداد برنامج بكالوريوس تكنولوجيا الهندسة الميكانيكية وتجهيز برنامج دبلوم تكنولوجيا ترشيد الطاقة.الدكتور علي العجمي لم يتخلَ حتى اليوم عن مبدأ الشراكة الذي التزم به طوال فترة إدارته للقسم ففاجأ زملاءه بتكريمهم في ذات الحفل لأنهم كانوا شركاءه فيما حقق. الحفل كان أكثر من حفل بروتوكولي يُودع فيه رئيس قسم علمي، فقد كان أقرب شاهد على أهمية هذه المعايير في الإدارة الرشيدة للأقسام العلمية.موفق يا بو عبدالله العجمي… ومنها للأعلى.وشكرا للوفد الكويتي الذي تميز بأدائه الديناميكي خلال مفاوضات المناخ بفرنسا، وتحمل عناء المفاوضات لساعات طويلة امتدت أحيانا إلى الفجر… ومنه للأفضل.ووفقكم الله يا أعضاء اللجنة الوطنية لشؤون الأوزون وتغير المناخ في الإعداد لترجمة اتفاقية باريس في سياسات الدولة وخططها المستقبلية… وإلى جانبها التغيرات المنظورة في الاتفاقية الدولية لحماية طبقة الاوزون.


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock