جامعة الكويت.. والحرم الجامعي | أ.د. حسن السند
بعد عشر سنوات من إنشاء جامعة الكويت عام 1966، بدأت تبرز مشكلة عدم قدرة الجامعة بمواقعها ومرافقها على استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة، ولمعالجة هذه المشكلة حاولت الجامعة العمل على محورين، الأول تطوير المواقع الحالية وزيادة عددها، والمحور الثاني حث السلطة التنفيذية على إنشاء جامعات حكومية أخرى. وبحلول عام 2002، تحقق بعض الإنجاز على مستوى المحور الأول، ولم يتحقق شيء على مستوى المحور الثاني، وفي 2005/2004 تم اتخاذ القرار بإنشاء حرم جامعي جديد لجامعة الكويت في منطقة الشدادية.
وكمحاولة لاستخلاص الأسباب التي أدت إلى تعثر العمل في هذين المحورين، نجد أن الأسباب الرئيسية تكمن في:
1 – ضعف التخطيط بعيد المدى للتعليم العالي على مستوى السلطة التنفيذية، وضعف نظام المتابعة لما يقر من خطط، وكمثال على ذلك التأخر في إنشاء جامعات حكومية أخرى غير جامعة الكويت، بالرغم من اتخاذ مجلس الوزراء في عام 1986 قراراً بإنشاء جامعتين حكوميتين أخريين غير جامعة الكويت، تكون الأولى جاهزة لاستقبال الطلبة في 1994، والأخرى عام 2015.
2 – تدخل السلطة التشريعية في أمور تخص الجامعة ما كان لها أن تتدخل بها، وتغليب البعض المصلحة الانتخابية على المصلحة الوطنية في ما يخص الجامعة.
3 – التغيير المتكرر والمتسارع في شخوص المسؤولين. فكيف لإدارة جامعية عمرها أربع سنوات أن تخطط وتنفذ عندما يتوالى عليها خمسة وزراء لكل منهم سياساته وقناعاته.
4 – التغيير المتكرر وغير المدروس للمسؤولين عن التخطيط والبرنامج الإنشائي في الجامعة.
5 – طول الدورة المستندية لتصميم وتنفيذ المشاريع الحكومية.
6 – تنازع السلطات والمسؤوليات بين مسؤولي الجامعة ومسؤولي وزارة الأشغال العامة.
7 – التذبذب الكبير في أعداد الطلبة المقبولين في الجامعة لأسباب عدة، ومنها تغيير نظام التقييم لطلبة الثانوية، حيث زادت نسبة النجاح في غضون سنتين من %75 إلى %92.
8 – إلزام الجامعة، كونها الجامعة الحكومية الوحيدة، بقبول أعداد تفوق قدرتها الاستيعابية بكثير وتوجيه الأعداد الإضافية إلى تخصصات تتعارض تماماً مع ما تنص عليه الخطط.
وإذا ما أردنا مستقبلاً أكثر إشراقاً للتعليم الجامعي الحكومي، فعلينا معالجة الأعراض السابقة، وإنهاء وإنجاز الحرم الجامعي الجديد لجامعة الكويت في الشدادية وإنشاء جامعتين حكوميتين أخريين في شمال وجنوب الكويت.
أ.د. حسن عبدالعزيز السند
(القبس)