مواطن يهدِّد معلمين بسلاح ناري داخل مدرسة
تجدَّدت الاعتداءات على صناع عقول الأجيال، حيث أقدم مواطن على تهديد المعلمين في مدرسة متوسطة بمنطقة الجهراء، وأشهر في وجوههم سلاحاً نارياً بعدما تم استدعاؤه على خلفية مشاجرة دارت بين ابنه وأحد طلاب المدرسة.
وقال مصدر أمني لـ القبس إن غرفة عمليات وزارة الداخلية تلقت بلاغاً ظهر أمس عن دخول شخص يحمل سلاحاً نارياً الى المدرسة الكائنة في منطقة القصر، مما أثار الذعر والهلع بين أعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية.
وأضاف أن رجال الأمن والطوارئ الطبية توجهوا الى موقع البلاغ، وتم التعامل مع الموقف، وضبط المتهم وإحالته الى جهات الاختصاص بعد تسجيل قضية.
اعتداء لفظي
ومن جانبه، روى مصدر تربوي مطلع تفاصيل الواقعة التي بدأت بمشاجرة بين طالبين داخل المدرسة، وعلى أثرها استدعت المدرسة ولي أمر كل طالب على حدة.
وأضاف أن مسؤولي المدرسة فوجئوا بحضور ولي أمر وهو بحالة غضب شديد، واعتدى عليهم بشتائم، فحضر مدير المدرسة ومساعده وعدد من المعلمين والإداريين لتهدئته، لكن والد الطالب انهال عليهم بالشتائم، ثم أشهر مسدسه في وجوههم وهدَّدهم بإطلاق النار.
وبيّن أن مدير المدرسة تمكن من التعامل مع الموقف وتهدئة ولي الأمر في الوقت الذي كلّف فيه مساعده باستدعاء رجال الأمن الذين حضروا وألقوا القبض على المتهم.
وأشار الى ان مدير منطقة الجهراء التعليمية وليد الغيث كان على تواصل دائم مع مدير المدرسة وتعرف على تفاصيل الواقعة وطلب تقريراً مفصلاً بها لرفع الأمر الى وكيلة التعليم العام فاطمة الكندري، لافتا الى وجود لائحة نظام ستطبق على الطالب وفق القواعد والقوانين المعمول بها في وزارة التربية.
حماية المعلمين
وأكد المصدر ان الحادث لم يشهد إطلاق نار داخل المدرسة، وأن الدراسة استمرت بشكل طبيعي حتى آخر الدوام، مشددا على حرص الوزارة على الطلاب والمعلمين وحمايتهم من أي اعتداء.
وأكد أن هذا الاعتداء يعكس حقيقة الواقع المؤلم الذي يعيشه المعلمون والإدارات المدرسية بشكل عام، في ظل غياب قانون يحميهم من الممارسات الدخيلة لبعض الطلبة وأولياء الأمور.
وطالب المصدر بوضع حد لمثل هذه الاعتداءات، من خلال إقرار قانون حماية المعلم، ومن خلال تأمين السبل الكفيلة لحمايته وتهيئة الأجواء المناسبة له، لممارسة رسالته ومسؤولياته الجسيمة على أكمل وجه، وبما يتوافق مع مكانته الرفيعة.
تغليظ العقوبات
شدَّد مصدر تربوي على ضرورة تغليظ العقوبات، ضد كل من يقوم بالاعتداء على المعلم أو المؤسسات التربوية والتعليمية، مشيراً إلى أن هذه التصرفات المؤسفة أصبحت تشكل «ظاهرة مؤرقة وخطيرة».
أين منظومة القيم؟
بيّن المصدر أن الاعتداء على المعلمين يعود إلى عوامل عدة، منها «خلل منظومة القيم لدى بعض الطلبة، وعدم تناسب البيئات التعليمية في المدارس مع احتياجاتهم، فضلاً عن غياب نصوص قانونية رادعة بحق من يعتدي على المعلمين، وضعف العلاقة بين المجتمع المحلي والمدرسة».
