جامعة الكويت

معرض كنوز من الفكر التربوي الإسلامي في جامعة الكويت

ملخص محاضرة أ.د. لطيفة الكندريفي قسم أصول التربية بجامعة الكويت

   
باسم قسم الأصول والإدارة التربوية في كلية التربية الأساسية شاركت أ. د لطيفة الكندري في فعاليات معرض كنوز من الفكر التربوي الإسلامي الذي نظمه قسم أصول التربية في جامعة الكويت. كان المعرض حافلا بإنتاج الطالبات وابداعاتهن خدمة لإعلاء شأن التراث الإسلامي …
ولقد قدمت أ.د. لطيفة حسين الكندري محاضرة بعنوان: كنوز التراث الاسلامي …

استعرضت معنى التراث بشقيه المادي والمعنوي وذكرت أهمية التراث في حفظ هوية الأمم وصيانة ذاكرتها من الإهمال والنسيان. وعرضت أ.د. لطيفة 30 لوحة تعكس نماذج من كنوز التراث )لغوية، تربوية، اجتماعية، طبية، معمارية، هندسية). وورد في المحاضرة أن من معاني التراث جميع الاجتهادات والاسهامات المادية والمعنوية التي وصلت إلينا من الحضارة الإسلامية في شتى الميادين )العلوم النقلية والعقلية( بجميع تجلياتها.

وعن أهمية التراث قال الدكتورة لطيفة بأن التراث الأصيل يتيح لنا فرصة الاتصال بهويتنا العربية المسلمة الإنسانية، ويفتح لأبنائنا وبناتنا أبواب التأصيل والانتماء للأمة المسلمة التي خدمت الإنسانية لعدة قرون وكانت طليعة الأمم علما وخلقا وذوقا. ومن جهة أخرى فإن الإفادة من الأفكار والممارسات التراثية النافعة تمد الميدان بالكثير النماذج الرائعة التي تحث الأجيال على حب العلم والاستكشاف والابداع. المحافظة على محاسن التراث واستئناف مسيرة السلف في تطوير العلوم والفنون والآداب ضرورة عصرية لحماية الأمة من رياح التغريب وغوائل النسيان. تراثنا التربوي ننطلق منه نحو التجديد ولا ننغلق فيه عبر الجمود … ندرس الماضي لنضيء الحاضر ونضيف لرصيد المنجزات الإنسانية وإلا فإن العودة للماضي والارتكاز عليه وهجر العلوم الجديدة نكوص وانحدار. فلذلك يجب العناية بالتراث لغاية تربوية سامية فلا نتوقف عند التراث بل نستلهم منه ما ينهض بواقعنا ويزيد من فاعليتنا ، فنضيف للتراث ونستثمر المناهج العصرية في إتمام مسيرتنا الإنسانية. التراث النافع يسهم في توليد الدافعية نحو الابداع وتشجيع الجيل الجديد للاقتداء بالآباء. وكذلك يساهم في ترسيخ مبدأ الوحدة والتعاون وتعمير الأرض وبث معاني التسامح. 

ومن النماذج المضيئة التي أشارت إليها أ.د. لطيفة الكندري ابن النفيس الذي كان واثقاً من آرائه، متمكناً من أقواله، ويضع أهدافه وخططه لمستقبل طويل المدى وهو القائل: لو لم أعلم أنَّ تصانيفي تبقى بعدي عشرة آلاف سنة ما وضعتها.

وفي هذا المساق نفسه قال المعمار سنان للسلطان سليمان لما انتهى من بناء

جامع السليمانية: بنيت لك جامعا أيها السلطان، يبقى على وجه الأرض إلى يوم القيامة”.

ومن جانب آخر فإن المكون الديني قاد المسلمين نحو كنوز إنسانية رفيعة أساسها “الناس في العلم سواء” كما قال أبو داود أحد أشهر رواة الحديث النبوي الشريف.

آمن المسلمون بالتعلم المستمر وقال سعيد بن جبير: “لا يزال الرجل عالماً ما تعلَّم،

فإذا ترك العلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون”. وهذه القواعد التربوية الرشيدة كانت موجهة ومهيمنة على الفكر الإسلامي بل هي من أبرز أسباب النبوغ العربي الإسلامي.

​وأضافت د. لطيفة أن منهج الرازي في التعليم قبل ألف سنة يتسم بالتجديد لا سيما استخدام أسلوب حل المشكلات وهو أسلوب فيه بعد العناصر التي تستخدم اليوم تعليميا في المؤسسات الطبية المعروفة بــ (Problem Based Learning).

ومن الكنوز الإسلامية أن زرياب أسس أول معهد موسيقي في بلاد الأندلس وانتقل بالشعر العربي والفن الإسلامي إلى مرحلة العالمية. كانت طريقة زرياب التعليمية مبنية على التدرج … يتعلم الطالب ميزان الشعر وثانيا اللحن وأخيرا إظهار العواطف

والتفنن. وضع زرياب اختبارات القبول لقياس مخارج الحروف عن الطلبة. لقد قام زرياب بنقلة هائلة ساهمت في عملية الارتقاء بالموسيقى العربية لتصبح ثقافة عالمية… كما اشتهر بالعناية بعالم الأزياء والأناقة.

ومن روائع حضارتنا توظيف الاستماع الى الموسيقى لعلاج المرضى واستخدام رواية القصص والعروض التمثيلية للغرض ذاته. ومن مفاخر أمتنا أن جامعة سانكور في تمبكتو غرب افريقيا درس فيها 25.000 طالب.

وتحدثت أ.د لطيفة الكندري عن الدراسات الغربية التي تناولت كتابات أشهر علماء التربية الإسلامية مثل الغزالي وابن خلدون ولماذا اعتبروها ذات أهمية إنسانية ساهمت في الارتقاء التربوي. إن أفكار الغزالي في سبق الوهم إلى العكس وآداب المتعلم والمعلم هي من الدرر الغوالي…ورؤية ابن خلدون لأضرار العقاب البدني الشديد مع الطفل تعد رؤية نفسية ذات أبعاد اجتماعية عميقة.

وتحدثت الدكتورة عن رسومات عثمان حمدي بك الرسام التركي وبعض أبعادها التربوية كما أشارت إلى علماء الحضارة الإسلامية حيث كَتبوا عن عِلْم الأطعمة وفن الطّبخ واعتبروه من فروع عِلم الطِّب لأنَّه عِلْمٌ باحث عن كيفية تَركيب الأطعمة اللَّذيذة، والْنَّافِعَة، بحسب الأمزجة. وفي هذا المجال استعرضت د. لطيفة كتاب مُحَمَّد بن الحسن الكاتب البغدادي الذي كَتب عن المأكولات المشهورة في بغداد في عام 624 هـ وعلقت الدكتورة على أن كثير من الأطباق شبيه بالأكلات الشعبية اليوم.

وتناولت المحاضرة مفهوم التعليقة؛ كراسة الطالب والمعلم وأهميتها في الفكر التربوي الإسلامي.

وجاء في المحاضرة أن مستشفى بيازيد للأمراض العقلية في تركيا صورة لرقي الحضارة الإسلامية… كان يتم علاج المرضى في المستشفى عن طريق القرآن الكريم، والجراحة، والعقاقير، والأعشاب، ورؤية الأزهار واستنشاق رائحتها الطيبة، والاستماع الى الموسيقى… من الواضح جدا أن المسلمين استخدموا عمليا الموسيقى في العلاج النفسي، كما حددوا الاعشاب المناسبة للسعادة ولعلاج الغضب، وغيرها….

كنوز التراث كثيرة وقادرة على استنهاض الهمم لرفع رصيد اسهامات أمتنا في رفد العلوم والفنون الإسلامية.

  

   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock