كتاب أكاديميا

صناعة العلم وخدمة المجتمع كتبت : أ.فاطمة العازمي 

  

لا يستطيع أي مجتمع تحقيق أهدافه التنموية الشاملة ومواجهة متطلبات مستقبله بكل صعابه وتحدياته إلا بالمعرفة والثقافة، وامتلاك أجهزة وكيانات إستراتيجية تتفق ومتطلبات الواقع والمستقبل المنشود بالعلم والتعليم، ومما لا شك فيه أن المؤسسات الأكاديمية والتعليمية الكبرى من أهم منظمات ودور صناعة العلم والتعليم في العالم أجمع قدرة على خدمة المجتمع وإثرائه، وبناء مكونات الإنسان العقلية والوجدانية وتشكيلها، وتأهيله للتعامل مع العلم والمعرفة واستيعاب آليات التقدم وتفهم لغة العصر.

ولا شك أن مواكبة عصر التكنولوجيا والمعلوماتية المتسارعة فائقة الخطر، تفرض بل تحتم ألا يكون دور المؤسسات التعليمية والأكاديمية نقل المعرفة فقط، ولما كانت هذه المؤسسات أنشئت من قبل المجتمع لخدمة بعض أغراضه، تؤثر به ويتأثر بها من خلال ما تقوم به من وظائف ومن خلال التغيرات التي تفرضها أوضاعه، وحركته، إذ لم يعد من الممكن أن تعيش وتستمر هذه المؤسسات بمعزل عن المجتمع الذي توجد فيه، وما يواجهه من تحديات ومشكلات وما يحلم به من طموحات وآمال، حيث إن العلاقة بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمع تفرض عليه أن يكون وثيق الصلة بحياة الناس، ومشكلاتهم وآمالهم بحيث يكون هدفه الأول، تطوير المجتمع والنهوض به إلى أفضل المستويات التقنية والاقتصادية والصحية والاجتماعية.

ويأتي تنظيم الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب مؤخراً للحلقة النقاشية حول “مشروع قانون بشأن تنظيم الإعلام الإلكتروني” تجسيداً فعلياً وتأكيداً لدورها الرائد في خدمة الوطن والمجتمع والانشغال بقضاياه، إذ عملت على توطيد العلاقات مع مؤسسات المجتمع المدني وغيرها من جهات القطاع العام والخاص والتعاون من أجل تناول القضايا التي تشغل حيزاً كبيراً من تفكير المجتمع واهتمامه بالمناقشة والتحليل وطرح الحلول والأفكار التي تسهم في سلوك أقصر الطرق نحو التوافق الوطني وتعزيز المواطنة, والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد – حفظه الله ورعاه – إذ وضعت الهيئة مشروع القانون الذي أثار الجدل والنقاش على طاولة الحوار، ودعت جميع أطرافه وهيأت كل الظروف والإمكانات للحوار الهادف والهادئ الذي يحقق الصالح العام للدولة ويحفظ حق المواطنين في الدفاع عن الحرية التي كفلها لهم الدستور.

وبعد النجاح والإشادة التي حصلت عليها الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بعد تنظيم الحلقة النقاشية ازدادت الآمال وتعددت الطموحات لنجاحات أكثر وقفزات أسرع نحو مستقبل مشرق لأبناء هذا الوطن، والتطلع مستقبلاً لعقد المزيد من الفعاليات والحلقات النقاشية الأخرى التي تتناول قضايا مجتمعية جديدة، ولتبقى «التطبيقي» دوماً مركز إشعاع حضاري واجتماعي يهدف إلى تنمية المجتمع علمياً وثقافياً واقتصادياً من خلال البحث المستمر في أفضل السبل التي تساعد على تنفيذ الأهداف وتحقيقها، واستيعاب منجزات التقدم التقني والعلمي، التي تسهم في دفع عجلة التنمية والتطور في بلدنا الحبيب الكويت.
بقلم : أ.فاطمة العازمي 

مدير العلاقات العامة بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock