كتاب أكاديميا

د. حليمة ابراهيم الفيلكاوي تكتب: أفضل مستقبل

ان الشباب هم عماد الحاضر، وقوة المستقبل، وهم الركيزة الأساسية في تقدّم وبناء كلّ مجتمع بما يحملون بداخلهم من طاقات وإبداعات متعددة، يحرصون من خلالها على تقديم الأفضل للمجتمع الذي يعيشون فيه.  

فهناك الشباب المتعلم المثقف ذو الخبرة، وهناك الشباب الواعي  الذي يمتلك قدرا من الثقافة والتعليم وبعض الخبرات، لكنه خامل، وهناك الشباب التابعين وهي شريحة كبيرة جدا، فنراه يتصف بتدني الوعي والتعليم.  

 ترى ، هل يمتلك الجيل القادم  ثقافة وفكر؟ هل يمتلك  محاور وأسس ومفاهيم يستطيع بها أن يحاور من أمامه؟ تكاد تخلو عقول الجيل القادم من الخبرات ، فعندما تحاور البعض تجدهم لا يمتلكون رأيا ولا منطقا يستندون إليه حتى يبرروا ويوضحوا وجهة نظرهم، نحن نواجه ومنذ زمن غزوا فكريا وثقافيا وعقائديا لأبنائنا، فنرى من جانب تلك المسلسلات الهشة في شاشات الفضاء المتنوعة، ومن جانب آخر نرى الاستعباد الخطير للهاتف النقال، وبكل أسف نراهم يربون الجيل القادم، انها لمصيبة والله أن تتخلى الأم عن دورها في التربية وتتركه وبكل أريحية إلى الهاتف حتى يقوم بدورها، فيغرس فيهم قيما واخلاقا بعيدة عن مجتمعنا بل وغريبة عنه أيضا.  

هل تساءلتم يوما ماذا سيحل بجيل قادم وكيف سيدير شؤونه وكيف سيتحمل مسؤولياته، بل كيف سيواجه ويعيش في مجتمع هو بعيد عنه أصلا بالفكر والاحتكاك والخبرة؟ 

نحن نريد اخراج جيل واع قادر على مواجهة الأزمات، لا جيل متميع ولا يتحلى بروح المسؤولية والقيادة والحكمة.  

إن المجتمع يبدأ بفقدان هويته عندما ينحرف شبابه عن الأخلاق والسلوكيات الأصيلة، فتملؤهم الشهوات الهابطة، فنرى تدهور أوضاع الشباب وانحطاط أخلاقهم، فالانحطاط لا يدمرهم وحدهم فحسب، بل يسبب انحطاط المجتمع بأكمله. 

لذا؛ يجب ضمان وجود شباب أقوياء من كل الجوانب. شباب ذوي أخلاق نبيلة، وقلوب شجاعة، وعقول واعية ومشرقة.  

إن التربية والتعليم هما العنصران الأكثر أهمية في تنمية الشباب، فالمؤسسات التعليمية يجب عليها اتباع منهج الإرشاد إلى القيم الأخلاقية قولا وعملا، حيث أن تطور المجتمع وازدهاره لا تتحققان إلا بتلك العقول والأفكار الشبابية التي تنتمي إلى ثقافة المجتمع.

من جانب آخر، على الشباب تثقيف أنفسهم وتطوير ذواتهم وهو أمر حتمي لابد منه لما يترتب عليه من وعي لذواتهم ومعرفة نقاط الضعف وتقويتها . فالشباب هم عماد كلّ أمة وأساسها، فالمجتمعات بلا شباب يصيبها الركود وتتوقف عجلة التقدم لديها. ومع شبابنا لا نكتفي بصنع مستقبل أفضل بل أفضل مستقبل.

د. حليمة ابراهيم الفيلكاوي

Email :[email protected]

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock