قسم السلايدشو

باص الوزير.. وشهادات التزوير! كتب : عبدالعزيز الجناحي

  
جريدة الكويتية 
قبل ثماني سنوات، وفي إحدى مناطق محافظة الفروانية تحديداً، كنت مرافقاً لمجموعة من رجال «الداخلية»، خلال حملة لمداهمة شبكات الدعارة ومافيا الاتصالات الدولية ومخالفي الإقامة، بحكم عملي محرراً في صفحة الأمن والمحاكم.. ولأن زحمة «الآسيويين» في الشارع المُستهدف أكثر من زحمتنا أول يوم عيد في الأفنيوز، فالحل كالعادة «باص الداخلية»، وهو باص «فاضي»، يقتحم الشارع بدعم من «الدوريات»، لتتحوَّل لعبة «شرطي- حرامي» إلى واقع! فشرطي هنا يركض و«يخمط»، وحرامي هناك يفلت فـ «يشخط»!

 

المهم، أن يتحوَّل الباص «الفاضي» إلى «ممتلئ»، فتبدأ عملية فرز الآسيويين في المخفر، الملتزم إلى بيته، والمخالف إلى السجن.

 

● ● ●

 

وزير التربية ومدير جامعة الكويت ومديرة الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم.. كلهم بحاجة إلى مثل هذا الباص، «باص» يجوب و«يحوس» ويقتحم بقالات الشهادات المزورة في مصر والفلبين وسلوفاكيا وغيرها.. وأخيراً وليس آخراً في ممرات مكاتب أعضاء هيئة التدريس والمؤسسات التعليمية، وخاصة بعد خبر مجلة نيويورك تايمز عن وجود 259 من أصحاب الشهادات المزورة من جامعات وهمية، ورغم جهودهم المبذولة، فإن السؤال هو: هل يستطيع الوزير والمدير والمديرة أن يرفضوا رغبة «متنفذين»، بتعيين وافد عربي أستاذاً بجامعة الكويت، وهو «مش» أستاذ؟!

 

الأستاذ الـ «مش» أستاذ، كشفه و«صاده» عضو هيئة التدريس في قسم التمويل والمنشآت المالية د.سليمان الجسار، وقدَّم ضده شكوى، تتعلق بتقديمه رسالة دكتوراه مزورة إلى لجنة الترقيات لجامعة الكويت، إضافة إلى إحالته من قِبل مدير جامعة الكويت السابق د.عبدالله الفهيد إلى لجنة تحقيق ومجلس تأديبي، بسبب تغيبه عن المحاضرات الجامعية لأسبوعين متتاليين، من دون عذر، لانشغاله بتقديم دورات بـ»فلوس»، وكانت المحصلة إدانة بإنذار وخصم رواتب.

 

المزوّر بدأ أستاذاً (دكتوراً) في كلية العلوم الإدارية، ولما «حكره» الجسار، استقال، وصار «دكتورا» في جامعة خاصة مرموقة، ولما «جكّوه»، طردوه، فصار «دكتورا» في جامعة خاصة أخرى.. إلى يومنا هذا.

 

هذه القصص بدأت عام 2007، ويعرفها أعضاء هيئة التدريس، ونُشرت تفاصيلها في عدة صحف يومية.. الجديد أن حضرة العم «المزوّر» اشتاق لـ«كشخة» العلوم الإدارية، ويرغب هو ومَن فوقه بعودته أستاذاً فيها، ويكون «تاجا على رأس الجميع»! فمَن شوكته أقوى؟ المدير والوزير والمديرة.. أم «المزوّر» وأصحابه «الكَوَيته»؟

 

● ● ●

 

أضافني في «إنستغرام» حساب لبيع الشهادات المزورة، صورة حسابه شاب بلباس زي «التخرج»، يحمل بيده اليسرى شهادة، وباليمنى «فلوس كاش»، وكتب في حسابه: هل ترغب بالحصول على شهادة جامعية ولا يسمح لك ضيق الوقت؟ لدينا شهادات أميركية، لبنانية، مصرية، سورية، وبمراحل البكالوريوس، الماجستير، والدكتوراه.. ولأن خدماته عالمية، فالتوصيل عبر الشحن الجوي متوافر.. أينما كنت!

 

● ● ●

 

إضافة إلى ملف الوافد المزوّر، هناك ملفات أخرى مرمية على مكتب الوزير- إن لم تكن في أحد أدراجه- حول إدانة عدد من الدكاترة في قضايا سرقة أبحاث علمية، ولأن معاليه كان بطل «عُطلات المطر» في عيون طلاب المدارس، فهو الأجدر بأن يكون بطل «تصفية المزورين» في عيون الجامعيين!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock