من مساحات الحرية الاعلامية .. الى الغزو الغاشم كتب : حسين الهزاع
خمسة وعشرون عاما مضت على الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة، أيام عصيبة عاشها الكويتيون وعانوا منها كثيراً، فهناك قصص وحكايات كثيرة حملت معها معاناة حقيقية عاشها من كان في الكويت وقت الاحتلال العراقي، فقد تغيرت ملامح البلد وطمست كثيراً من معالمه ولكنه بقي صامداً وثابتاً في وجه الظلم كما حال شعبه.فأقسى مرحلة يمر بها الإنسان أن يرى الجحود والنكران ممن وقف معهم أعواماً طوالا، وأن يرى الخيانة تأتي ممن وقف معه وسانده وقدم له كل الدعم والمساعدة، فكانت بكل ما تحمله الكلمة من معنى أياما عصيبة، عاش اهل الكويت بكرامتهم ونستذكر مرارة تلك الايام العصيبة التي مرت خلالها ويا ليتنا تعلمنا منها، فقد كان أهل الكويت جميعاً يداً واحدة ضد الاحتلال لم تعرف التفرقة بينهم أي طريق فجميعهم فقد عزيزاً ومازال ينتظر أسيراً، فلم يفرق الغزاة بين الكويتيين كما هو الحال في هذا الوقت الذي يتفنن به السياسيون، وكتاب الصحف في تصنيف أهل الكويت وتفريقهم على حساب المذهب، أو القبيلة، أو الطائفة، والعائلة.كان أهل الكويت يحملون هماً واحداً هو تحرير بلدهم من الاحتلال البغيض، فكانوا يداً واحدة متلاحمين متكاتفين لا يعرفون التفرقة ولم تكن تلك المصطلحات الغريبة تعرف بينهم، فكان الجميع كويتيين وهمهم مشتركا وهدفهم واحدا، فاستطاعوا بتلاحمهم وتكاتفهم أن يلتفوا حول قيادتهم ويدحروا المعتدي، فلم يكن من بينهم عميل واحد يؤيد الاحتلال، ولم يكن بينهم من يدعو للتفرقة الوطنية.لا نختلف على أن أيام الغزو العراقي الغاشم كانت عصيبة، وكان الحال ضيقا، ولكن كان هناك تكاتف وتلاحم جميل بين أبناء الشعب الكويتي، الآن بعد كل هذه الأعوام أصبحنا نعيش في تفرقة وتمييز، وانتشرت بيننا مصطلحات سيئة فرقتنا بعد أن كنا متلاحمين، وجعلتنا نتنابز بالألقاب والأصول والطوائف والقبائل وغيرها، حتى ضعفنا وأصبحت أهدافنا وغاياتنا متعددة ومصالحنا ضيقة، واستغللنا مساحات الحرية التي تنعم بها بلادنا لننشر غسيلنا أمام العالم عبر الفضائيات التي لا تبحث سوى عن مصلحتها حتى لو كان على حساب تفرقنا وضعفنا وضعف دولتنا، أصبحنا نعيش على الاتهامات ونشكك في نوايا بعضنا ونتصيد في المياه العكرة، أصبح همنا البحث عن الفضائح ونشرها، وتغلبت علينا مصالحنا الخاصة وأصبحت مصلحة البلد والمصلحة العامة آخر اهتماماتنا.بقلم / حسين الهزاع@AlhazaaHussain