كتاب أكاديميا

رِفقاً بقلوبكم فهي أكسجين الروح   كتبت | أ. أفراح الردعان

  إنَّ القلوبَ للقلوبِ شواهدٌوإنَّ العيونَ للعيونِ مَراياحديث القلوب للقلوب لا تمنعه الظروف ولا يحجبه زمن، لأن القلوب أرقى من الكذب وأصدق من اللسان . فقد قال الحبيب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ” ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ” (رواه البخاري ومسلم). لذا وجب علينا أن نثق بقلوبنا التي رزقنا الله بها فطرة الإسلام ، فضلا منه سبحانه إنا مسلمين بالفطرة فلا نسمح لملوثات الحياة أن تُؤثر على قلوبنا وتُشوه نوايانا. فالمسلم النقي لا يحمل إلا قلباً نقيَّاً وروحاً عذبة تعيش فيها النيَّة السليمة التي تسعى لعمل الخير ونشر الحب والسلام. ومن فضل الله تعالى علينا أن أهل الكويت جُبلوا على النوايا السليمة والقلوب النقيَّة التي تعمل الخير بلا مقابل وتمد يدّ العطاء بلا حدود لكل الوجود. لنثق بما تنطق به قلوبنا وننصت لنداء القلب ونزن بينه وبين صوت العقل حتى تستقيم الروح. ولتكن نوايانا دائما يرافقها حديث الحبيب رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام : ” لا يُؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه” ( رواه البخاري ومسلم) . فلما الحسد ؟! ولما البغض ؟! لماذا نتسابق على دنيا فانية نستطيع أن نحيى بها حياة كريمة يملؤها الحب دون أن نضع للكره في قلوبنا محل؟! فقط لنحب الخير للجميع ونسعى لمساعدة الغير حتى قبل أن يطلب المساعدة !مدّ يدّ العون قبل أن تُطلب منك ، بادر بالسؤال وبادر بالمساعدة لتكن أول من يُبادر ؟ ولتكن أنت مفتاح التغيير لكل قلب يثق بك ويراك له قدوة .كلمة طيبة تمسح بها وجع قلب! ابتسامة رقيقة تغير بها عبوس وجه ! نظرة أمل لكل من يأس وذبل ! التغيير إن انطلق من داخل قلبك وصل لكل القلوب التي تثق بقلبك .وحاذر أن تكسر قلب أو تجرح روح ! فـكسر القلوب لا يُجبر وجروح الأرواح لا تلتئم، تبقى ندباتها تُذكرنا بمن كان سبباً للجرح وتُشعرنا بقوة الألم رغم مضي السنين ! كونوا أنيقين عند الرحيل من القلوب ولا تُشوّهوا المشاعر لأن المواقف وسهم الكلمات الجارحة تترسَّخ على جدار الذاكرة أكثر من الأسماء!فقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه :إحرص على حفظ القلوب من الأذىفرجوعها بعد التنافر يُصعبإن القلوب إذا تنافر ودُّهاشِبه الزجاجة كسرها لا يُشغبفالانسان كائن عاطفي أكثر منه عقلاني، والعاطفة تنبع من القلب الذي يعتصر ألماً كلما لامسته سكين الجروح ! فنحن البشر دماء تجري وقلوبٌ تنبض تُفرحنا كلمة وتُحزننا نفس الكلمة بإختلاف الشعور؟! رِفقاً بقلوبكم فهي أكسجين الروح فلا تُرهقوها بما لا طاقة لها به .المستشار الأكاديمي لجريدة أكاديمياأ. أفراح عبد الله الردعان


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock