كتاب أكاديميا

د. محمد الهاشل: حلمت أن أكون أستاذاً جامعياً.. متعتي لذة مذاق المعرفة

  أكاديميا | القبسالأحلام عندي هي طموحات وتطلعات متجددة، ورحلة حياة وامتداد لواقع انساني متواصل، ينغرس في وجداننا، فنجتهد في رعايته لنجني ثمره، ثم نغرسه مجدداً في محيطنا لينعم بثمره مَن حولَنا. فمُنذ الصغر أمتعتني لذة مذاق المعرفة، وأحببت العلم وأهله، وشغفت بتحصيله ومجالسة طلابه، ولم أرتو. باليسير منه، بل أصررت واجتهدت للتفوق والصدارة فيما أتخصص فيه. وبحمد الله وبفضل تشجيع ودعوات والدي أطال الله بعمرهما حققت ما سعيت إليه، فتفوقت في التحصيل العلمي بتحقيق أعلى المراتب في الثانوية العامة والجامعة في الكويت والدراسات العليا في الولايات المتحدة الأميركية. ولازمني ولا يزال غرس الشغف و‏السعي الدؤوب للإتقان، فربنا يحب إذا عمل أحدنا عملاً أن يتقنه، وحرصت على رعاية غرسي توطئة لتحقيق طموح اخترته لنفسي بنقل ما حصلته من علم يسير إلى أبناء وطني الغالي.حلمت في الصغر أن أصبح مُعلماً، وما ذلك إلا للمكانة العالية لدي لمن علمني ولهذه المهنة الشريفة، مهنة الأنبياء والرسل. فسعيت باجتهاد إلى تحصيل أعلى الدرجات الدراسية، وهي الدكتوراه، كي أصير معلماً يتقن اختصاصه في الجامعة، ‏وكان لي بفضل الله ما أردت. ورأيت في أعين طلبتي من أبناء وطني وبناته الشغف ذاته الذي تملكني حين كنت في موقعهم، وسعيت لأن أرعاه في نفوسهم، فأثلج صدري تجاوبهم واجتهادهم.إن الأحلام طموحات لا تتحقق إلا بالعمل الدؤوب، وتطلعات لا تنجز إلا بالمثابرة الحقة، ولقد قدَّر الله لي، بتوفيق منه، توظيف حصيلتي العلمية المتواضعة في العمل المهني في البنك المركزي، فبرز لي على إثر ذلك حلم جديد، وتحد من نوع فريد، فآليت على نفسي إلا أن أجتهد وأتميز لتحقيق طموحي في خدمة بلدي الذي أعطاني الكثير ولم يزل.وشاء القدر أن أكون في قلب الحدث في البنك المركزي خلال الربع الأخير لعام 2008 حين عصفت بنا الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وما أعقبها من تعرض أحد البنوك الكويتية لخسائر جمة ناجمة عن ممارسات غير حصيفة. وبحمد الله وتوفيقه عالجنا تلك الأزمة بمهنية فائقة، أعدنا من خلالها أوضاع هذا البنك إلى المسار المهني السليم، وأصبحت بعدها تلك المعالجة نموذجاً ساطعاً لإدارة الأزمات البنكية يشار إليه بالبنان من قبل المختصين على المستوى العالمي.إن لي في والدي العزيز أطال الله في عمره قدوة حسنة في عصاميته وجديته، حيث غرس في نفسي منذ الصغر مخافة الله والالتزام الخلقي والانضباط السلوكي. وأحفظ في نفسي مكانة رفيعة لصاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير البلاد – حفظه الله ورعاه وأمد في عمره بموفور الصحة والعافية – حيث شرفني بمسؤولية حمل الأمانة، وشملني برعايته الأبوية ودعمه المتواصل لكل ما فيه خير وطننا الغالي وأهل الكويت الأوفياء. وبحكم عملي التقي بالعديد من كبار المسؤولين والشخصيات اللامعة في الشأن الاقتصادي والمالي، وأقدر وأحترم ما لديهم من رصيد مشهود من العلم والإنجاز، وما بلغوه من مكانة رفيعة. وأرى في شخص العم عبداللطيف يوسف الحمد نموذجاً ساطعاً وقبساً مضيئاً لشخصية اقتصادية كويتية بامتياز، أعطت ولا تزال مثلاً يُحتذى به لرجالات دولة الكويت الأخيار من أهل الإتقان في الاختصاص بالشأن الاقتصادي الممزوج بالولاء للوطن وحب الخير للإنسانية.وبعيداً عن شجون المهنة وأعباء مسؤولية حمل أمانة العمل العام، أجد راحتي ومتعتي بما يتيسر لي من وقت مع والدي وأسرتي الحبيبة. كذلك يؤنسني سكون البحر ورحابة الصحراء، حيث تهدأ النفس وتطمئن ويطيب الخاطر ويرضى.ومن هنا أود أن أدعو اخواني واخواتي من شباب هذا الوطن الغالي إلى الاجتهاد في التحصيل العلمي الرصين، والاهتمام باستثمار وتطوير طاقاتهم في العمل المهني بمختلف مجالات اختصاصهم، فذلك دون سواه هو طريق تحقيق الأحلام من طموحات وتطلعات. فمستقبل الكويت أمانة في أعناقنا جميعاً، نتوارثها جيلاً بعد جيل.وأختم بقول الحق تبارك وتعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» صدق الله العظيم.


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock