مطلوب مدير للجامعة | كتب: خالد الطراح
منذ ستة أشهر، أصبح منصب مدير جامعة الكويت شاغراً، وكان يفترض أن يحسم الأمر خلال فترة قصيرة بعد تشكيل لجنة لاختيار مدير للجامعة، إلا أن كل هذا لم يحصل على الرغم من انتهاء اللجنة من أعمالها وترشيح خمسة أسماء، بناء على طلب الوزير، وليس ثلاثة أسماء كما جرت العادة!في 3 يونيو، صرّح الأخ الدكتور بدر العيسى وزير التربية وزير التعليم العالي بأنه تم عرض منصب مدير الجامعة على «ستة أكاديميين، ولكنهم رفضوا»، وأن منصب مدير الجامعة أصبح «طارداً»! مع علمي أن من بين مرشحي اللجنة من لم يعرض عليهم المنصب أساساً!الأهم في الأمر أن الجامعة إلى اليوم من دون مدير، وكان ممكناً – على الأقل – تكليف الأخ الدكتور عبداللطيف البدر المدير السابق بالاستمرار، إلى أن يتم تعيين مدير جديد، وهو إجراء إداري سليم.تشكيل لجنة اختيار أصبح عرفاً مشت عليه الجامعة، ويفترض أن تساعد اللجنة الوزير في عملية الاختيار لعرض الترشيحات على مجلس الوزراء، ولكن يبدو أن قرار الاختيار خلق غصة في فم الوزير!تصريح الوزير، للأسف، لم يكن وافياً في التوضيح، خصوصاً أسباب رفض ووجهات نظر ستة مرشحين للمنصب، خصوصاً إذا كانوا فعلاً من الشخصيات التي تقدمت من ناحية المبدأ بالقبول والاجتماع مع لجنة الاختيار، وحتى في حالة تراجع أي من المرشحين، فذلك من حقهم، ولكن لا أجد مبرراً بألا يتم الكشف عن طبيعة تحفظات المعتذرين من باب الشفافية، وطالما أن الأسباب مهنية وأكاديمية وليست ذات خصوصية شخصية!أما بالنسبة أن يصبح منصب مدير الجامعة طارداً، فليس هناك تفسير أكثر من أن «التجاذب السياسي» والتدخلات في اختصاصات مدير الجامعة والفريق الأكاديمي من أبرز أسباب عزوف الكفاءات عن هذا المنصب!الوزير صرَّح أخيراً بعدم جواز أن يصبح «الطلبة ضحايا للتجاذب السياسي»، وهو توجه سليم، ولكن يفترض، أيضاً، إلا يصبح مدير الجامعة ضحية للتجاذب السياسي والضغوط والانتقائية على أسس غير أكاديمية.أكاد أجزم بأنه لو توافرت الضمانات بعدم التدخل في صلاحيات مدير الجامعة، فسيصبح ممكناً القبول بالمنصب والعمل في بيئة أكاديمية صحية، فالوضع غير سليم أن تستمر الجامعة، وكلياتها بنظام مدير وعمداء بالوكالة إلى اليوم!خالد أحمد الطراح
