كتاب أكاديميا

كُن حياةً ! 

  
– حين يتحدّثُ الناس :

نُولد دون اختيار والدينا ، بُلداننا ، لُغاتنا …. إلخ .

نُولد دون أن نختار أنفُسنا و من نكُون !
– حين يتحدّثُ العقل :

بل نلدُ أنفُسنا كُل يوم بعد كُل جديدٍ نتعلمه ،

لنا حياةٌ و ميلادٌ في أبسط الأمور ، كم من كلمةٍ جعلتنا أحياءً بعد موتٍ مؤقت ، الابتسامات التي تُحيطنا كانت كفيلةً بصعقِ حياتنا المتوقفة لتستمر بالنبض ، ﴿ لقَدْ خلقنا الإنسان في كبَد ﴾ [ البلد /٤] رسالةٌ بأن ما نعيشه من كبد يتطّلب أن نجعله بدايةً لحياةٍ جديدة .
ميلادُنا الأول يبدأ بالصرخةِ الأولى تِلك ، و ما يتبعه من مئات المرّات التي نولد بها يكون الميلاد فيها بعد الصرخات ، لم تضِق بي الحيَاةُ يومًا إلا كان بعدها فرجًا يلدُني من جديد ، و ما فرحت يومًا إلا كان الفرحُ حياةً أُخرى أبدؤها .
لن أتعالى عن ما خُلقت مِنه ” ترابٌ ” كما كل العالم ، ترابٌ يحيى بماءٍ ليكون شجرةٌ ثابتة الأصل ، و إن تغيّرت فصولها و أيامهّا و ألوانها بين حياةٍ و موت ، لا بُد لها من غيمة تسقيها حياةً ، نحن ترابٌ اختلط بماءٍ يحيى ثابتًا و إن تغيّرت أيّامه لا بُد له من ربيعٍ يحييه من جديد ، بل حتى خريفًا نعيشه أحياءً .
– حين أتحدث أنا :

كُن حيًا أو مُت هذا اختيارك ، لكن كُن اختيار الحياة لمن حولك . 
بقلم : جُمانة المطيري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock