أ. علي حسين | المسرح المدرسي ،،، خرج ولم يعد
الباحث التربوي:أ/علي حسن
يعتبر المسرح أبو الفنون وأولها منذ أيام الإغريق والرومان والمصريين فقد وجد مخطوط لمسرحية دينية مصرية كتبت قبل 2000 سنة، واستمر الاهتمام بالمسرح والحرص على تطويره من قبل جميع الحضارات والأمم لما له من أهمية قصوى ودور حيوي في حياة وثقافة ورقي الشعوب.
والمسرح المدرسي هو الابن الشرعي للمسرح بإطاره العام، واهتمت به جميع الدول نظرا لدوره المؤثر والمهم في حياة الطلبة وسلوكهم، وقد كان للكويت الريادة في المسرح عموما وفي المسرح المدرسي بصفة خاصة، حيث تعتبر الحركة المسرحية الكويتية الأقدم على الصعيد الخليجي، وتعود بداياتها إلى عام 1922عندما قدم أول عرض مسرحي كويتي ضمن احتفالات المدرسة المباركية. ولهذا كانت المدرسة هي المحطة الأولى التي انطلق منها النشاط المسرحي، وتحديدا من خلال النشاطي المدرسي، إذ وجد العديد من الموهوبين ضالتهم لمزاولة نشاط التمثيل من خلال فرقة الكشاف الوطني.
وأحدث الراحل زكي طليمات تحولا مهما في الحركة المسرحية الكويتية خاصة مع الانفتاح الثقافي الكويتي عربيا بعد استقلال الكويت عام 1961، وهي الفترة التي شهدت تطورا في مختلف نواحي الحياة في الكويت، مما ساهم بزيادة الاهتمام لمختلف الفنون ومن بينها المسرح.
أهمية المسرح المدرسي: إن الأهمية التربوية للمسرح المدرسي تكمن في عدة جوانب منها نفسية وعلمية واجتماعية وثقافية وتربوية، فمن خلال الجانب النفسي يشبع الطالب ميوله ويكتشف ذاته والتقبل الاجتماعي وصقل الوجدان وتعديلاً للسلوك، ومن خلال الجانب الاجتماعي نرى أن المسرح فيه اكتساب لكثير من الخبرات الاجتماعية وحسن الخطابة والحوار كما إن الطالب يكتسب مفهوم التعاون والعمل الجماعي وهو فرصة للتفاعل والتوافق مع الآخرين. كما يمكن إدراج المقررات الدراسية كالعلوم واللغة الانجليزية والتاريخ واللغة العربية وغيرها من ضمن المسرحية، وكذلك المسرح يعتبر كوسيلة اتصال وتواصل حي ومباشر.
واقع الأوضاع الحالية للمسرح المدرسي في وزارة التربية: يقع قسم المسرح المدرسي وفقا للمخطط الهيكلي لوزارة التربية ضمن إدارة الأنشطة المدرسية، وهذه الإدارة تندرج ضمن قطاع التنمية التربوية والأنشطة. ووفقا للبرنامج الزمني للمناطق التعليمية 2015 نجد أن مناطق الأحمدي والجهراء والفروانية التعليمية لا يوجد لها نشاط مسرح مدرسي متخصص مدرج ضمن أنشطة إدارة الأنشطة، ولكن بالنسبة لمنطقتي حولي ومبارك الكبير التعليمية فيوجد مسابقة للعروض المسرحية بتنفيذ مراقبة الأنشطة المدرسية لمرحلة رياض الأطفال.
البرنامج الزمني لإدارة الأنشطة المدرسية 2015 قسم المسرح المدرسي يتحدد في:
1- مسابقة العروض المسرحية (البيئة) للمرحلة الثانوية بنين وبنات، بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة.
2- مشروع تجهيز المسارح المدرسية (إضاءة وصوت)، لجميع مراحل الدراسة.
3- مشروع مسرح الطالب (ما يستجد من مهرجانات محلية ودولية)، لجميع المراحل الدراسية.
4- مسابقة العروض المسرحية، لمرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية.
وغالبا ما يسند تصميم وتنفيذ المسرحية ارتجاليا واجتهاديا لأحد الأقسام أو المدرسين بمجهود فردي وحسب الإمكانيات المتاحة وهذا بطبيعة الحال غير مقبول فنحن نراه فقيرا وقليلا جدا ولا يتوافق مع أهمية هذا النشاط.
الخطوات العلاجية والتصحيحية: ونرى أن أولى الخطوات التصحيحية هي استحداث وظيفة أخصائي مسرح أو مدرس مسرح يكون من خريجي التربية النوعية قسم إعلام شعبة فنون مسرحية، أو من المعهد العالي للفنون المسرحية ويكون دوره إشراف وتقييم ومتابعة ومراقبة للنشاط المسرحي، ويمكن الاستفادة من الخبرات المختلفة في الدول ذات الباع الثري في هذا المجال مثل مصر. وبالتالي تقوم الوزارة بعمل مسابقات بين المدارس وحضور مهرجانات محلية ودولية ومؤتمرات، مع وجود الحوافز التشجيعية.
ويمكن كذلك الاستفادة من الكوادر البشرية والإمكانيات المتاحة عبر تكليف كل مدرسة بعمل مسرحي منظم شبه احترافي يتم من خلاله تعاون جميع الأقسام والعمل الجماعي بروح الفريق الواحد حيث يمكن أن يسند دور الإضاءة لقسم الكهرباء، والديكور لقسم الديكور والرسومات والماكياج للتربية الفنية والفكرة والسيناريو والحوار للغة العربية، والرقصات والحركات الإيقاعية للتربية البدنية، وقسم التاريخ للمسرحيات التاريخية، وقسم التربية الإسلامية إذا كانت المسرحية دينية وهكذا، مع إمكانية الاستعانة بمرافق المدرسة كمسرح مفتوح وإمكانية إشراك باقي الأقسام في المسرحية. ويكون لها أهداف تعليمية وتربوية وسلوكية ووجدانية ومعرفية تتحقق مع أحداث المسرحية.
هي صرخة استغاثة نابعة من نشاط المسرح المدرسي الذي نراه يحتضر، ويطلب العون والعلاج والاهتمام بقرار من رأس الهرم التربوي معالي وزير التربية والتعليم وأركان الوزارة الأكارم، لعلها تكون قبلة الحياة التي تعيد المسرح المدرسي للريادة كما كان في الماضي الجميل.