جمعة بلا مفخخات
“كيف أستطاعوا إقناع إنسان مسلم ليفجر نفسه في مسجد ويدخل الجنة ؟” أقسم بالله ان تفجيرات المساجد في المملكة في ايام الجمعة المباركة ما أثارت في نفسي سوى الحزن والقهر على حال المسلمين المتقاتلين اليوم في وقت تتقدم الشعوب في العالم وتبتكر كل ما ينفع الانسانية ويحترمها نحن هنا نستذبح لنهين البشرية وننحر الانسانية في جو من الفتنة والغباء الضال.. ولعل ما يزيد الامر وقاحة وضلالةً ان يتبنى خوارج العصر الحديث هؤلاء العملية الارهابية التي تمت اليوم الجمعة في مسجد العنود في منطقة الدمام علناً مما يفضح مخططاتهم الدنيئة والخارجة عن روح الدولة الاسلامية الحقة وليس الدولة الاسلامية التي يدعون … داعش هذه التي تتبنى التفجرات الإرهابية داخل الدول العربية لم نراها في يوم من الايام تتبنى عملية واحدة في تاريخها داخل تل أبيب..فهل تركوا المسجد الأقصى تحت وطأة اليهود وجائوا ليحرضوا الفئات الضالة عن دين السلام قبل ان يكون دين الاسلام لتفجير الآمنين في بلاد الحرمين لقد اثبت التاريخ على مر العصور انه ما ظهر الخوارج في بقعة إلا فسدت وقطعت السبل وانتشر التكفير والقتل وسفك الدم وانتهكت المحارم واضطرب أمر الناس وإلا فكيف يحلل المسلم دم المسلم “ومن يقتل مؤمناًمتعمداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَاوغضب اللَّهُ عَلَيْه وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباًعَظِيماً”… لعل القاريء للأحداث السياسية الاخيرة سيصل الى حقيقة واضحة وجلية وهي ان عاصفة الحزم التي عصفت بعقول اعداء المملكة وتسببت في إعطاب تفكيرهم فأخذوا يتخبطون يميناً وشمالاً وجعلتهم يثبتون للجميع بأنه عندما يتعطل العقل تماماً عن العمل فعلى الجميع ان يتوقع اي شيء وكل شيء! فبعد فشل ايران بمساعدة الحوثيون للسيطرة على اليمن والنيل من امن المملكة اتجهت لأسهل الوسائل التخريبية نجاحاً في التفرقة وهي ايقاض روح الفتنة وتأجبج الطائفية بين شعب المملكة سنة وشيعة ..
فلا شك أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج مستهدفة في عقيدتها ودينها وشعبها وليس امام هذه الشعوب الا التماسك والثبات صفاً واحداً فلولا يقطة الامن وشباب الشيعة اليوم في الدمام لما احبطت محاولة التفجير هذه ولما انقذت ارواح الابرياء التي كان من المتوقع ان تزهق لو تمت العملية الارهابية بنجاح فعبدالجليل الأربش اليوم في الدمام وغيره من الشهداء
زرعوا وردة للتضحيات..وما على الأحياء سوى ريها.. وانا واثقة بأن المملكة ودول الخليج كافة بخير ما دام هناك من يقدم روحه من أجلها ومن اجل شعبها مثل هؤلاء الشهداء
ان من نعم الله علينا في بلاد الخليج أنه كلما زاد مكر الأعداء وغدرهم كلما زدنا اجتماعا وائتلافا. فيا شعوب الخايج لا يروعنكم هؤلاء الارهابيون من نفخة الكير وثقوا تماماً ان لم تعملوا على قطع دابر خونة الاسلام الخوارج عند حدودهم وتجففوا منابع افكارهم السامة فسيأتي يوماً سنخشى ان نخرج للصلاة يوم الجمعة. “ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها” فداعش التي لاتفرق بين شيعي وسني تعطيناً دروساً بالوطنية ولكن للاسف ليس بالمجان دروساً يروح ضحيتها شباب الخليج وابنائه واطفاله الذين هم ثروة الوطن وغده المشرق المزدهر فشعوب الخليج اليوم يمتحنون في وطنيتهم وحبهم لهذه البقعة العظيمة من العالم وارض الحرمين الطاهرة.. وقوفنا جميعاً في وجه الارهاب وقهره سيجعلنا نجزم بعون الله أننا سنجتازالامتحان وبتفوق…
«لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم…»
امن السعودية هو امن الخليج ومايمس استقرار المملكة يعصف باستقرارنا نحن في الخليج. لكل شعوب المنطقة اقول ان الوقت ليس وقت شيعي أو سني الوقت بل وقت المواطن الخليجي فمهما اختلف المذهب والعرق والمكان علينا ان نكون يد واحدة مع الأمن والدولة
بإذن الله…
ستبقى المملكة دار أمن وأمان…
وقبلة المسلمين…
رغم عبث العابثين…
وحقد الحاقدين…
ولكل العازفين على اوتار الطائفية في حوادث التفجير هذه اقول
لا تحتاج أن تكون شيعياً أو قطيفياً ل تتعاطف مع هذه المواقف!
كل ما تحتاجه هو أن تكون إنسان اولاً
ومواطناً شريفًا واخيراً مسلم!!!!!
بقلم/ د. دلال الردعان
